دخل التدخل العسكري الفرنسي في مالي أسبوعه الثالث على وقع تواصل الضربات الجوية للطائرات الفرنسية واستمرار تقدم القوات البرية الفرنسية والمالية باتجاه الشمال، في وقت برز فيه انشقاق في «أنصار الدين»، ودعوات إلى الحوار. وأعلنت مجموعة جديدة في مالي انشقت عن جماعة «أنصار الدين» المسلحة وتطلق على نفسها اسم «حركة أزواد الإسلامية» عزمها على «المضي نحو حل سلمي». وجاء في بيان للمجموعة أن «حركة أزواد الإسلامية تؤكد رسمياً أنها تبتعد كلياً عن أي مجموعة إسلامية، وتدين وترفض أي شكل من أشكال التطرف والإرهاب وتتعهد بمكافحتها».
وأكدت الحركة «استقلالها وعزمها على المضي نحو حل سلمي» للأزمة في مالي.
في هذا الوقت، استمر قصف الطائرات الفرنسية لمواقع المسلحين الإسلاميين في شمال مالي، واستهدف هذه المرة أسونغو الواقعة على بعد 80 كيلومتراً جنوبي مدينة غاو قرب الحدود مع النيجر. وقال مسؤول في الجيش المالي إن الطائرات الحربية الفرنسية نفّذت ليل الأربعاء إلى الخميس ضربات جوية كانت محددة جداً، وأدت إلى خسائر في صفوف المسلحين، حيث دمرت قواعدهم في بلدة سينا سونراي على بعد خمسة كيلومترات من أسونغو.
من جهته، أكد مصدر أمني نيجري هذه المعلومات، وقال إن الطائرات الفرنسية دمّرت أكبر قاعدتين للمسلحين في أسونغو، فضلاً عن إصابة مخزن للأسلحة والوقود.
من جهة أخرى، سيّر الجيش الفرنسي أمس، للمرة الأولى، دوريات مشتركة مع الجيش المالي باتجاه غاو في الشمال، تمهيداً للوصول المحتمل للقوات الأفريقية. وأفاد مصدر عسكري مالي أن جنوداً فرنسيين وماليين سيّروا ليل الخميس الجمعة دوريات مشتركة في جنوب غاو، «للمرة الاولى».
ويبدو أن الجيشين الفرنسي والمالي يمهدان الطريق أمام تدخّل بري في غاو للجنود النيجريين والتشاديين المتمركزين في النيجر.
من جهة ثانية، أكدت لوسيل غروجان من منظمة «تحرك ضد الجوع» غير الحكومية في باماكو وجود حالات سوء تغذية حادة تصيب أكثر من 15% من الأطفال دون سن الـ15 عاماًَ في منطقة غاو التي تعاني أصلاً من نقص غذائي في الأيام العادية، مبديةً خشيتها من تدهور إضافي للوضع. وأضافت «غالبية الشركات انهارت، الإمدادات مقطوعة منذ 15 يوماً، والتجار الكبار غادروا المدينة مع مخازنهم».
كذللك تعاني مدينة تمبكتو من نقص حاد في الكهرباء والماء منذ أربعة أيام، بعد انسحاب الإسلاميين الذين كانوا يحتلونها. وقال مختار ولد كيري المستشار البلدي في منطقة تمبكتو «لا يوجد ماء فعلياً. السكان هربوا. الإسلاميون أيضاً. إنها مدينة أشباح». وكانت مصادر متطابقة أعلنت أمس أن الجنود الماليين والفرنسيين استعادوا ليل الخميس الجمعة بلدة هومبوري على الطريق المؤدية إلى غاو، إحدى أكبر مدن شمال مالي.
ونسفت مجموعات إسلامية مسلحة جسر تاسيغا الاستراتيجي قرب حدود النيجر على الطريق المؤدية إلى غاو.
وبحسب مصادر متطابقة، فإن تفجير الجسر استهدف أحد الطريقين اللذين يمكن سلوكهما من جانب الجنود التشاديين والنيجريين التابعين للقوة الأفريقية، والذين هم في طور الانتشار في البلاد.
(أ ف ب، رويترز)