استعاد الجيشين المالي والفرنسي السيطرة على مدينتي ديابالي ودوينتزا في وسط مالي، فيما أعلنت بريطانيا أنها لن تقوم بأي دور قتالي في مالي. ودخل رتل من ثلاثين آلية مدرعة تقل نحو 200 جندي مالي وفرنسي بلدتي ديابالي ودوينتزا في وسط مالي أمس بعد أيام من انسحاب المقاتلين الإسلاميين من هناك واختفائهم في الأحراج لتجنب الضربات الجوية. وتعليقاً على استعادة البلدتين، وصف وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الأمر بالنجاح العسكري للحكومة المالية مدعومة من القوات الفرنسية. وقال لودريان في بيان نشرته وزارة الدفاع إن القوات الفرنسية المتمركزة في نيونو وموبتي سيفاريه قدمت الدعم للجيش المالي أثناء تقدمه للسيطرة على المدينتين. وفي إطار متصل، عرضت الحركة الوطنية لتحرير أزواد التي تمثل طوارق مالي انضمام مقاتليها إلى قوات من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) التي تستعد للانخراط في العملية العسكرية في مالي. وقال المتحدث باسم الحركة إبراهيم آغ محمد الصالح إنه يمكن استدعاء مقاتليهم المتفرقين لدعم تدخل تقوم به قوات إيكواس بتفويض من الأمم المتحدة.
وفي سياق متصل، أفاد مصدر عسكري في واغادوغو بأن كتيبة اولى من اكثر من 150 جندياً من بوركينا فاسو انطلقت إلى مالي للمشاركة في القوة الافريقية.
وبحسب الأرقام التي نشرتها وزارة الدفاع الفرنسية أمس، فإن نحو عشر دول، غالبيتها غربية، تقدم دعماً عسكرياً يشمل خصوصاً وسائل النقل، للعملية الفرنسية في مالي.
كذلك، ذكر خبراء أمنيّون فرنسيون أن فرنسا تستفيد من معلومات تؤمنها طائرات من دون طيار وأقمار صناعية أميركية، بالاضافة إلى قدراتها الخاصة في مجال الاستخبارات الضرورية لنجاح العملية.
من جهة أخرى، أعلنت بريطانيا أمس أنها لن تقوم بأي دور قتالي في مالي وهونت من احتمالات التدخل العسكري في المنطقة الاوسع رغم تنامي القلق من التطرف الاسلامي. وقال المتحدث باسم رئيس الحكومة ديفيد كاميرون إن بلاده تؤيد بشدة العملية العكسرية الفرنسية في مالي، واستطرد أن ذلك لا يعني أن تقوم القوات البريطانية بدور قتالي في مالي، موضحاً «حين يتعلق الأمر بأدوار ذات طبيعة عسكرية وجهة نظرنا هي أنه يجب أن يكون ذلك تحت قيادة اقليمية تماماً».
من جهة اخرى، اقترح الاتحاد الأوروبي تنظيم مؤتمر دولي حول مالي في 5 شباط المقبل في بروكسل. وكشف الناطق باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، مايكل مان في تصريح صحافي عن اقتراح تقدمة به آشتون لاستضافة اجتماع اجتماع وزاري في 5 شباط المقبل لمجموعة الدعم الدولية والمتابعة للوضع في مالي. وأضاف مان أن المؤتمر سينظم بالتعاون مع الاتحاد الافريقي ومجموعة دول غرب افريقيا والامم المتحدة، في بروكسل من دون اعطاء توضيحات اضافية.
وأعلن مان ايضاً أن رئيس بعثة الاتحاد الاوروبي لتدريب الجيش المالي الجنرال الفرنسي فرنسوا لوكوانتر وصل أمس إلى مالي للتحضير لانتشار بعثة التدريب، مضيفاً أن «خبراء فنيين سينتشرون ايضا وسيمكن بدء العمل».
من جهة ثانية، أعلن رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية لغرب افريقيا قادري ديزيريه ويدراوغو أن «تقويماً اولياً» لقيمة المبلغ المطلوب للعملية العسكرية في مالي قُدر بـ«نحو 500 مليون دولار». واضاف ويدراوغو لقناة التلفزيون العامة في ساحل العاج أن هذا المبلغ قد يتغير تبعاً للحاجات الميدانية.
إلى ذلك، اعرب مسؤولون من المعارضة اليمينية الفرنسية عن قلقهم من «عزلة» فرنسا بسبب تدخلها في مالي.
وقال رئيس الاتحاد من أجل حركة شعبية، جان فرنسوا كوبيه، إن «عزلة» فرنسا «مشكلة كبيرة. إنها المسألة المركزية». وأعرب وزير الدفاع السابق في عهد ساركوزي، الوسطي ارفيه موران عن الآسف ايضاً «لأن الجولة الاوروبية او الافريقية التي كانت ستتيح تشكيل قوة اكبر حجماً، لكنا شعرنا بأننا لسنا وحدنا، لم تحصل كما كان يجب أن تحصل».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)