بدأ الرئيس باراك أوباما، أمس، رسمياً ولايته الثانية بأدائه القسَم خلال مراسم قصيرة في البيت الأبيض، على أن تقام اليوم احتفالات كبيرة يتوقع أن يشارك فيها مئات الآلاف من الأشخاص، سيعيد خلالها أول رئيس أميركي أسود القسَم الرئاسي مرّة ثانية أمام الجمهور، بما أن تاريخ 20 الدستوري صادف يوم الأحد، ليكون بذلك ثاني رئيس بعد ثيودور روزفلت، الذي تولى أربع ولايات رئاسية، يؤدي اليمين 4 مرّات، بعدما اضطر الى إعادة القسم في ولايته الأولى بسبب خطأ لفظي من قبل القاضية عند ترداده. وكان الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة قد أدى اليمين أمس في الصالون الأزرق الفخم الواقع في الطبقة الأرضية من البيت الأبيض. ولم يحضر هذه المراسم، التي بثتها محطات التلفزيون مباشرة، سوى عائلة أوباما وبعض الصحافيين. وكان أوباما قد بدأ يومه بوضع إكليل من الورود على ضريح الجندي المجهول في مقبرة أرلينغتن الوطنية العسكرية. ورافقه نائب الرئيس جو بايدن، الذي أقسم اليمين بدوره في مقر إقامته شمال غرب واشنطن، في وسط مركز المراقبة البحري. قبل أن يشارك أوباما وعائلته في أعمال تطوعية في قداس في إحدى كنائس واشنطن.
واختار بايدن القاضية بالمحكمة العليا سونيا سوتومايور ليؤدي اليمين أمامها، لتكون أول قاضية من أصل لاتيني تتولى مراسم أداء اليمين لواحد من أكبر منصبين بالدولة. وشهدت عائلة بايدن ونحو 120 ضيفاً وبضعة صحافيين المراسم الخاصة.
ومن المقرر أن يؤدي أوباما اليمين اليوم، وسط حشود شعبية أمام الكونغرس، حيث يرفع يده اليمنى ويضع اليسرى على كتابين مقدسين، أحدهما للرئيس الأسبق ابراهام لنكولن منقذ الاتحاد ومارتن لوثر كينغ بطل الدفاع عن الحقوق المدنية، قبل أن يتحدث الى مواطنيه. يردد نص القسم الرئاسي في المادة الثانية من الدستور الأميركي، ويقول أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس «أقسم بأنني سأتولى بإخلاص مهمة رئيس الولايات المتحدة وسأعمل بكل ما أوتيت من قوة على الحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته والدفاع عنه».
وبعد خطاب التنصيب أمام الجمهور على درجات مقر الكونغرس، سيجري عرض كبير في جادة بنسلفانيا التي تربط بين مقر البرلمان والبيت الأبيض. وكان نحو مليوني شخص قد تجمعوا في ساحة المول الكبيرة في وسط واشنطن لحفل تنصيب أوباما في ولايته الأولى في كانون الثاني 2009. لكن المنظمين يعوّلون هذه السنة على نصف أو ثلث هذا العدد. وبعد الخطاب، يجتاز الرئيس وزوجته جادة بنسلفانيا وسط هتافات الحشود، قبل أن يحضرا عرضاً كبيراً من على منصة أُقيمت أمام مقر الرئاسة. وينتهي هذا اليوم التاريخي، الذي يبدأ بقداس في كنيسة القديس يوحنا القريبة من البيت الأبيض، بحفلة في قصر المؤتمرات في واشنطن، يتوقع أن يحضرها عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم نجوم مثل ستيفي ووندر وكيتي بيري وفرقة الروك ساوندغاردن. ونشر عشرات الآلاف من أفراد قوات الأمن لضمان أمن وسط العاصمة الاتحادية التي تحولت الى حصن.
وينتظر الرئيس الأميركي العديد من القضايا الساخنة في ولايته الثانية، وقال أحد مستشاريه، ديفيد بالوف، إن حل مأزق الموازنة والتصويت على القيود على بيع الأسلحة النارية وإصلاح قوانين الهجرة تشكل أولويات الولاية الثانية للرئيس.
وعن الخطاب، قال «سيكون خطاباً يعبر عن الأمل. سيتحدث عن أن نظامنا السياسي لا يطلب منا تسوية كل خلافاتنا ولا حل كل مشاكلنا».
(أ ب، أ ف ب، رويترز)