قرر رجل الدين المعارض، طاهر القادري، الذي نجح في حشد اعتصام ضخم ضدّ الحكومة لأكثر من 4 أيام متتالية، فض الاعتصام وبدء محادثات مع الحكومة، في موازاة إرجاء تنفيذ قرار المحكمة العليا بتوقيف رئيس الوزراء راجا برويز أشرف في قضية اتهام بالفساد. وقالت هيئة مكافحة الفساد في الدولة للمحكمة العليا ان ليس لديها ادلة كافية لتوقيف رئيس الوزراء في تهم بالفساد بناء على طلب كبير القضاة. وأوضح رئيس مكتب المحاسبة الوطني، فصيح بخاري، لكبير القضاة أن ايجاد ادلة لمحاكمة اي شخص يحتاج الى وقت رغم طلب المحكمة في آذار 2012 بدء اجراءات قضائية ضد أشرف، وبناء عليه قررت المحكمة ارجاء القضية الى 23 كانون الثاني الحالي. لكن المحلل السياسي حسن عسكري حذر من أن ذلك ليس سوى حل مؤقت. وقال «حتى لو أتوا بحل للمشكلات الحالية ربما تحصل أزمة أخرى، لذا على الحكومة اعلان الانتخابات الآن».
من جهته، أعلن القادري تعليق الاعتصام وامهال الحكومة 90 دقيقة للتفاوض، قبل أن يضيف لاحقا أمام انصاره أن المحادثات ستبدأ الساعة 3,45 بالتوقيت المحلي. وقال إن «الخميس (أمس) سيكون آخر ايام الاعتصام»، و«غدا لن يكون اعتصام. علينا ان ننهيه اليوم». وأوضح القادري لأنصاره ان «وفدا رفيعا يضم كافة شركاء الائتلاف قادم الى هنا لاجراء محادثات معي في حاويتي» مشيرا بذلك الى مقصورة مقاومة للرصاص بها نوافذ لم يغادرها منذ الثلاثاء. وخاطب الحشد قائلا «ابقوا جالسين هنا حتى ينجح الحوار، اتفاقية رسمية مكتوبة ومعلنة. لا تتحركوا قبل ان يحصل ذلك». واضاف «اهنئكم. سمع صوت الشعب. نغادر المكان بعد النصر». والحشود الذين تحدوا الطقس البارد والمطر الغزير غنوا ورقصوا في الشارع بعد الانباء عن الحوار. وكان الكثير منهم يرتجفون من البرد.
وبالفعل، عند الساعة الرابعة عصراً، دخل وفد يضم وزراء من الحكومة واعضاء من الائتلاف، الحاوية المقاومة للرصاص التي يقيم فيها القادري، فيما يفترش مناصروه الارض في الخارج. وقال وزير الاعلام قمر الزمان كايرا، إن المحادثات ستسعى لحل الوضع الذي شلّ الجادة التجارية الرئيسية في إسلام آباد.
ويطالب القادري بحل البرلمان فوراً وتشكيل حكومة مؤقتة بالتشاور مع الجيش والسلطة القضائية لتطبيع اصلاحات قبل اجراء انتخابات حرة. والحكومة متمسكة حتى الآن بموقفها القاضي بحل البرلمان منتصف آذار مما يمهد الطريق امام تشكيل حكومة مؤقتة بالتشاور مع الاطراف السياسيين واجراء انتخابات في غضون 60 يوما، في وقت ما منتصف ايار.
(أ ف ب، رويترز)