أكدت مصادر عسكرية تركية أمس، أن الطائرات التركية قصفت أول من أمس، أكثر من 50 موقعاً للمتمردين الأكراد في شمال العراق، من دون الإشارة إلى وقوع ضحايا. وقال مصدر عسكري، فضّل عدم الكشف عن اسمه لوكالة «فرانس برس»، إن «16 مقاتلة اف-16 أقلعت مساء الثلاثاء من قاعدتها في ديار بكر (جنوب شرق تركيا) وقصفت أهدافاً في جبل قنديل شمال العراق على بعد 90 كيلومتراً من الحدود» التركية. وأضاف: «أُصيب أكثر من 50 هدفاً خلال العملية التي استمرت ثلاث ساعات».
وجاء هذا القصف بعد يومين من قيام الطائرات التركية بقصف مماثل طاول 18 موقعاً على الأقل لحزب العمال الكردستاني في شمال العراق.
وذكرت محطة «سي ان ان تورك»، أن عدة مقاتلات أغارت على مناطق خاصة بقوات حزب العمال الكردستاني في شمال العراق يوم الأحد الماضي في اول عملية خلال 12 يوماً ثم عاودت الهجمات مساء الاثنين.
وهي أول غارات تنفذ منذ أسابيع، وبعد أن بدأت تركيا الشهر الماضي مفاوضات مع زعيم الحزب عبد الله أوجلان في سجنه التركي.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، قد حذّر من أن حكومته لن تذعن للمسلحين الأكراد، لكنه قال أمام البرلمان في العاصمة أنقرة: «لا يمكن أحداً أن يجعلنا نستسلم. لم نتقهقر في مواجهة أي هجوم، ولن نأخذ أي خطوة للخلف. لم يجلب العنف والإرهاب شيئاً لهذا البلد سوى الألم والدم والدموع. صدقوني نحن لدينا هدف واحد: حبس دموع الأمهات. نحن حذرون وحريصون لكن يحدونا الأمل».
وبدأ مسؤولون من الاستخبارات التركية العام الماضي محادثات مع أوجلان، المسجون في جزيرة إمرلي التركية، بشأن كيفية إنهاء الصراع الذي أدى إلى سقوط أكثر من 40 ألف قتيل منذ أن حمل حزب العمال الكردستاني السلاح عام 1984 بهدف إقامة وطن للأكراد في جنوب شرق تركيا. وبدأ الحوار الذي تقول تقارير إعلامية إنه أدى إلى وضع إطار لإجراء مفاوضات كاملة، بعد أن دعا أوجلان المئات من سجناء حزب العمال إلى إنهاء إضراب عن الطعام في تشرين الثاني الماضي. ونقل أخوه محمد هذه الدعوة بعد زيارة سابقة له.
إلا أن مقتل ثلاث ناشطات كرديات في جريمة على غرار عمليات الإعدام، وقعت في باريس الأسبوع الماضي، ألقى بظلاله على المحادثات الوليدة. واتهم حزب العمال الكردستاني عناصر مجهولة داخل الدولة التركية أو قوى أجنبية بتنفيذ هذه العملية.
(أ ف ب، رويترز)