تأمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية إجراء مفاوضات بنّاءة مع إيران بشأن برنامجها النووي خلال لقاء جديد مقرر اليوم، حسبما أعلن أمس في فيينا كبير المفتشين، قبل التوجه الى طهران. وقال هرمان ناكرتس، خلال مؤتمر صحافي في مطار فيينا، «طوال هذه العملية (المفاوضات) قال المدير العام على الدوام إننا نجري المفاوضات بروح بنّاءة».
وأضاف ناكرتس، الذي يقود فريقاً من ثمانية خبراء لهذه المهمة، «سنجريها هذه المرة أيضاً بالأسلوب نفسه، ونعتمد على إيران في أن تعمل معنا بالروح نفسها». وقال «نأمل أن يسمح لنا بزيارة موقع بارشين»، مضيفاً أن الفريق مستعد للتوجه الى الموقع في حال سمحت إيران بذلك.
وتريد وكالة الطاقة التوصل الى اتفاق مع إيران لتسوية المسائل العالقة بشأن وجود بعد عسكري محتمل لبرنامجها النووي. والأمر يتعلق بالوصول بسهولة أكبر إلى عدد من المواقع والوثائق والأفراد لمساعدة الوكالة في تحقيقها. وقد يشمل الاتفاق أيضاً زيارة لقاعدة بارشين العسكرية، التي تشتبه الوكالة في أن إيران أجرت تجارب فيها لتفجيرات يمكن تطبيقها في النووي. وبشكل أشمل تشتبه الوكالة في أن تكون إيران سعت الى إنتاج السلاح النووي قبل 2003 وربما بعد ذلك، وهو ما تنفيه طهران.
من جهته، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست أنه يأمل بالتوصل إلى «اتفاق شامل» اليوم مع وكالة الطاقة. لكنه أكد أن على الوكالة الاعتراف «الكامل بالحقوق النووية» الإيرانية، ومن بينها الحق في التخصيب الذي يندرج في صلب النزاع بين إيران والمجتمع الدولي. واستبعد إمكانية زيارة المفتشين موقع بارشين العسكري.
وقال المتحدث إن قاعدة بارشين قرب طهران «لا علاقة لها على الإطلاق بالنشاطات النووية» في إيران، وإن هذه المسألة لا يمكن بحثها إلا في إطار اتفاق شامل محتمل.
من ناحية ثانية، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن إيران لا تملك أي معلومات عن مصير العميل السابق لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف.بي.آي.) روبرت ليفنسون الذي فقد أثره قبل ستة أعوام في إيران. وكان مركز دراسات أميركي قد حذّر أول من أمس، من أن إيران على الطريق الصحيح لامتلاك قنبلة نووية واحدة على الأقل بحلول منتصف 2014، لأن العقوبات التي فرضت عليها أضعفت اقتصادها، لكنها لم تنجح في وقف برنامجها النووي.
ودعا معهد العلوم والأمن الدولي، وهو هيئة خاصة تعارض الانتشار النووي، في تقرير الى فرض عقوبات اقتصادية أميركية أكثر قسوة، مع الضغط على الشركاء التجاريين للولايات المتحدة لكي يعزلوا الجمهورية الاسلامية.
وعكف مركز الدراسات على دراسة «القدرة الحساسة» لإيران، أي النقطة التي سيكون بإمكان النظام من خلالها إنتاج ما يكفي من اليورانيوم العالي التخصيب أو البلوتونيوم المنفصل لصنع قنبلة أو عدة قنابل نووية قبل أي رصد خارجي.
وقال التقرير «بالاستناد الى المسيرة الحالية التي يسلكها البرنامج النووي الإيراني، نرى أن إيران قد تتوصل الى هذه القدرة الحساسة في منتصف 2014».
من جهة ثانية، أعلن قائد القوات البریة فی الجیش الإیراني العمید أحمد رضا بوردستان، أمس، أنه سیجري عرض نموذج جدید من دبابات «ذو الفقار» مزوّدة بنظام استاب لایزر (التحكم في إطلاق النار) وذلك في الذكری السنویة لانتصار الثورة الإسلامیة الشهر المقبل. وأشار إلی تزوید دبابة ذو الفقار أخيراً بنظام التحكم في النیران، قائلاً إن هذه الدبابة تُعتَبر أكثر كفاءة وقدرة بكثیر بالمقارنة مع أحدث الدبابات الشرقیة، وستدخل مرحلة الإنتاج المكثّف بعد التصديق على ذلك من قبل الأركان العامة للقوات المسلحة.
إلى ذلك، نفی مساعد قائد مقر خاتم الأنبیاء للدفاع الجوي الایراني للشؤون التنفیذیة العمید شاهرخ شهرام، الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام الأجنبیة عن تحلیق مقاتلات أمیركیة فوق إيران.
(أ ف ب، إرنا)