لليوم السادس على الحملة الفرنسية على مالي، استمرت الطائرات الفرنسية في ضرب مواقع المسلحين الاسلاميين محقّقةً نجاحاً في إصاباتها، في وقت أعلن فيه المقاتلون الإسلاميون انسحاباً تكتيكياً من مدن كانت تحت سيطرتهم. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، خلال تفقده قاعدة عسكرية بحرية ينتشر فيها جنوده في أبو ظبي، أن الطائرات الحربية الفرنسية نفذت ليلة الاثنين ضربات جوية ناجحة على أهداف لمن وصفهم بالمتشددين.
في المقابل، نفّذ المقاتلون انسحاباً من عدة مناطق كانت تحت سيطرتهم، بدأت من مدينة كونا التي استولوا عليها الأسبوع الماضي، وأعلنوا لاحقاً أنهم نفذوا انسحاباً تكتيكياً من مدن في الشمال، بينها غاو، في إطار «خطة معقدة».
في سياق متصل، ذكر مصدر من أوساط وزير الدفاع الفرنسي جان _ ايف لودريان أنه «سيتم نشر 2500 جندي فرنسي في مالي تدريجاً».
من جهة أخرى، أفاد هولاند أن المغرب إضافة إلى الجزائر، سمحت للطائرات الفرنسية باستخدام أجوائها من أجل تنفيذ عمليات في مالي. كذلك أشار إلى اتخاذ الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز، الذي التقاه في وقت سابق أمس في أبو ظبي، «قراراً بتأمين حدود بلاده مع مالي، وبالتالي إغلاق هذه الحدود في حال محاولة إرهابيين اللجوء إليها». كذلك نقلت وسائل إعلامية فرنسية عن مقرّبين من هولاند أن ولد عبد العزيز أعرب عن «إمكانية مشاركة موريتانيا في العملية العسكرية إذا تلقّت طلباً بذلك من مالي».
وفي سياق متصل، كشفت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أمس أن بلادها تدرس المساهمة في الدعم اللوجستي أو الانساني للعملية الفرنسية، محذرةً بأنه يجب عدم السماح بانهيار مؤسسات الدولة في مالي. وفي أول تصريحات علنية لها حول مالي، أعلنت ميركل أن ألمانيا قد توفر كذلك المساعدة في مجال النقل للمهمة التي ينفذها الجيش الفرنسي بهدف وقف تقدم الاسلاميين.
من جهته، أعلن وزير الدفاع الاميركي ليون بانيتا أن الولايات المتحدة على استعداد لأن تقدم لفرنسا كل المساعدة اللازمة لإحلال الأمن في مالي، مستبعداً نشر قوات أميركية على الأرض. وأضاف، إثر لقاء مع نظيره البرتغالي جوزيه اغيار برانكو، «أملنا هو أن يتمكنوا من النجاح وإحلال الامن بصورة أفضل»، موضحاً «ليس في نيتنا أن تطأ قدم أميركية الأرض».
وفي الطائرة التي أقلته إلى لشبونة، قال إن الولايات المتحدة مستعدة لأن تقدم «دعماً لوجستياً» لفرنسا ومساعدة في مجال الاستخبارات ضد الاسلاميين، وبينهم إسلاميّو القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
كذلك أعلنت مصادر دبلوماسية أن مناقشات كثيفة جرت أمس في بروكسل لتمكين وزراء الخارجية الأوروبيين من الاتفاق الخميس على انطلاقة سريعة لمهمة الاتحاد الأوروبي في مالي وعلى دعم قوة التدخل الأفريقية.
في إطار آخر، أوضح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أمس، أن عدد اللاجئين الذين اضطروا إلى مغادرة مالي بسبب النزاع فيها يقترب من 150 ألف شخص في البلدان المجاورة، وأن عدد النازحين في داخل البلاد يناهز 230 ألفاً.
من جهة أخرى، أعلنت متحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي الذي يوزع المواد الغذائية في مالي عبر منظمات غير حكومية أنه يحتاج إلى 129 مليون دولار (97 مليون يورو) لتلبية الحاجات، أي 94% من الأموال المطلوبة لعام 2013.
إلى ذلك، أكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن فرنسا ستفعل «كل ما يمكن فعله» لتحرير الرهائن المحتجزين في مالي.
( الأخبار، أ ف ب، رويترز)