كشفت صحيفة «ليبراسيون» الفرنسية كواليس وأهداف ودوافع العملية التي تشنها القوات الفرنسية منذ الجمعة الماضي في مالي ضد الجماعات الإسلامية المسلحة. وأشارت إلى الخشية الفرنسية من تحول هذه الأرض الصحراوية الشاسعة إلى ملاذ للتنظيم وحلفائه قد يستخدم في إعداد هجمات داخل الأراضي الفرنسية.
وأوضحت الصحيفة أن الوجود الفرنسي في المنطقة «إرث الماضي الاستعماري، إضافة إلى المصالح الاقتصادية الكبيرة في غرب أفريقيا»، مشيرة إلى أن أهم تلك المصالح الاقتصادية يتمثل في استخراج اليورانيوم من النيجر، والذي تديره شركة «أريفا» الفرنسية والذي يزود به أكثر من ثلث محطات الطاقة النووية لشركة «أو دي إف» للكهرباء في فرنسا.
وأضافت «ليبراسيون» اليسارية أنه في منتصف الأسبوع الماضي عندما شنت الجماعات الإسلامية هجوماً كبيراً على وسط مالي، ما هدد بدخولها إلى العاصمة باماكو، أعطى الإليزيه أوامره للجيش الفرنسي بالتدخل لمنع وصول الجهاديين والجماعات الإسلامية إلى باماكو، وذلك بعد أن حصلت الرئاسة الفرنسية على الضوء الأخضر من الرئيس المالي، تراوري ديونكوندا، بالنيابة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وبالنسبة إلى وسائل تمويل تلك العملية، أشارت الصحيفة إلى أنه منذ بداية العملية، استخدمت باريس إلى حد كبير قواتها وعتادها الموجود مسبقاً في القارة الأفريقية، حيث لجأت في بادئ الأمر إلى المروحيات التابعة للقوات الخاصة، ومقرها في بوركينا فاسو، التي تدخلت في كونا بوسط مالي، الجمعة الماضي، للمساعدة في صدّ زحف الإسلاميين، وفي الوقت نفسه استخدمت طائرات «ميراج»، وعددها في العادة خمس طائرات متمركزة في تشاد. أما، الأحد، فاستخدمت أربع مقاتلات «رافال» انضمت إلى القتال لتعزيز القدرات الجوية وإلحاق الخسائر الفادحة.
وأضافت «ليبراسيون» أن فرنسا لا تعتزم الاستمرار في الصف الأول للجبهة في مالي، وخاصة بعدما أعلنت عدة بلدان أفريقية (توغو وساحل العاج وبنين)، منذ اندلاع العملية العسكرية الفرنسية، إرسال كتائبها قريباً إلى مالي، «لكن هذا الأمر سيستغرق عدة أسابيع». وقالت إن مسألة تمويل الحملة العسكرية لم تحدد بعد «وقد يعقد مؤتمر للمانحين في أوائل شباط المقبل». لكن في غضون ذلك، من المرجح أن تنشر باريس وحدات على طول الخط لمنع أي محاولة أخرى لتسلل الجماعات الإسلامية إلى الجنوب.
(الأخبار)