اسطنبول | يقوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، قريباً، بجولة أفريقية تشمل كلاً من الغابون والنيجر والسنغال. ويأتي هذا الانفتاح التركي على الدول الأفريقية في إطار سياسات حكومة حزب العدالة والتنمية التي تهدف إلى إيصال الصوت والمنتجات التركية إلى جميع أنحاء العالم. فقد استضافت إسطنبول منذ 2005 العديد من الفعاليات الأفريقية _ التركية، وكان آخرها القمة التركية _ الأفريقية عام 2011 وشارك فيها عدد كبير من زعماء الدول الأفريقية التي ساهمت في إدخال تركيا إلى مجلس الأمن الدولي عام 2008، كما ساهمت في انتخاب التركي أكمل الدين إحسان أوغلو أميناً عاماً لمنظمة التعاون الإسلامي عام 2005، في الوقت الذي سجلت فيه الصادرات التركية إلى الدول الأفريقية نمواً سريعاً ومثيراً خلال السنوات العشر الأخيرة لتصل إلى 18 مليار دولار بعدما كانت عام 2005 حوالى 9 مليارات دولار. وجاءت هذه الزيادة بعدما افتتحت تركيا 19 سفارة جديدة في الدول الأفريقية، ليصل عدد سفاراتها في القارة السوداء إلى 34 سفارة، وهو عدد العواصم الأفريقية التي تصلها طائرات الخطوط الجوية التركية في رحلات مباشرة، في الوقت الذي توقّع فيه رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان ارتفاع حجم الصادرات التركية إلى الدول الأفريقية ليصل إلى حدود 50 مليار دولار عام 2015، ما سمح لرجال الأعمال الأتراك بمنافسة رجال الأعمال الأميركيين والأوروبيين، ولم يبق أمامهم سوى الشركات الصينية واليابانية التي سبقت الأتراك إلى القارة الأفريقية. وتأتي الزيارة في الوقت الذي يستغل فيه أردوغان المرحلة الحالية التي تشهد مدّاً تركياً سياسياً واقتصادياً، خاصة في العالم الاسلامي، لزيادة حضورها في القارة الأفريقية حيث البعض من دولها وشعوبها مسلمون، ومع اتهام الكثيرين لحكومة أردوغان الإسلامية بالسعي وراء الأحلام العثمانية، كما هي الحال في الشرق الأوسط والبلقان حيث سبق لحكومة أردوغان أن سعت وتسعى للانفتاح عليها سياسياً واقتصادياً وإيديولوجياً وثقافياً، حيث الأفلام التركية التي سبقت أردوغان إلى هذه الدول التي كانت قد اعتادت أفلام البرازيل التي يرى فيها أردوغان الآن شريكاً مهماً في مساعيه للانفتاح أيضاً على دول أميركا اللاتينية.