نواكشوط | بعد أسابيع من إعلان القائد الانقلابي النقيب أمادو سنوكو أنه لن ينتظر الغرب مدة أشهر حتى يحرر شمال بلاده الذي تسيطر عليه جماعات إسلامية مسلحة، ووسط أصوات لا تتوقف عن ضرورة الإسراع في شن الحرب على هذه الجماعات، أفادت التقارير الواردة من الشمال المالي بأن طلائع قوة عسكرية تابعة لحركة أنصار الدين الإسلامية وصلت إلى مدن في الجنوب المالي بعد مغادرتها مدينة تينبكتو. وأبلغت مصادر في الحركة «الأخبار» بأن القوات العسكرية في طريقها إلى مدينة موبتي في الجنوب المالي، حيث يحشد الجيش الحكومي قواته.
وتوقع المصدر انسحاب قوات الحكومة المالية نتيجة قوة أنصار الدين وعتادهم المتطور الذي يعود في الغالب إلى ليبيا، حيث اصطحبه بعض المقاتلين الذين كانوا يقاتلون إلى جانب القذافي خلال العامين الماضيين. وقال شهود عيان إن سيارات وأسلحة تابعة لحركة أنصار الدين شوهدت وهي متوجهة صوب موبتي جنوباً، في ما يشبه أجواء الدخول في معركة مرتقبة. عدد من سكان مدينة تينبكتو وصفوا ما يجري بأنه «يبعث على الأمل بابتعاد شبح الحرب عن مدن الشمال، أو على الأقل تأجيلها»، معبرين في الوقت عينه عن ارتياحهم لتحول أنصار الدين إلى ما وصفوه بأنه «قوة تفاوضية يحسب لها حسابها بعد أن جسدت على الأرض قوة عسكرية يصعب تجاهلها»، وفق تعبيرهم. ورأى مراقبون في المدينة أن ما يجري سيساعد أنصار الدين في الدعوة التي وجهها إليهم الوسيط الأفريقي رئيس بوركينافاسو بليز كومباوري، لحضور المفاوضات المقررة في العاشر من الشهر الحالي، معتبرين أن دعوتهم «دليل على إشراك الحركة في أي صيغة مرتقبة لحل الأزمة الدائرة في شمال مالي منذ قرابة عام». فيما أكد متعاطفون مع الحركة أن «المقاتلين يعتزمون نقل المعركة إلى الجنوب المالي»، قبل أن يضيف أحدهم: «لقد تعودنا أن نتعرض للهجوم من الجنوب. نحن اليوم سنجعل المعركة في عقر ديارهم». وتزامنت هذه التطورات مع قرار حركة أنصار الدين الإسلامية المسلحة وقف الهدنة التي تقدمت بها في وقت سابق إلى السلطات المالية، وطالبت الحركة في وثيقة جديدة هذا الأسبوع بمنح إقليم الشمال المالي حكماً ذاتياً يسمح بتطبيق الشريعة بعدما أصبحت الحركة القوة البارزة في الإقليم بعد اجبارها مقاتلي حركة تحرير ازواد على الهروب باتجاه موريتانيا. هذا التطور في الإقليم اقلق سلطات باماكو التي اوفدت أول من أمس رئيس وزرائها إلى نواكشوط، وتسرب عن المهمة رغبة مالي في مراقبة مقاتلي حركة الأزواد الموجودين على الاراضي الموريتانية ووقف كل المؤن عن انصار الدين في مسعى إلى عزل الحركتين من اجل تجفيف منابع الدعم والاستعداد لتحرير الشمال.