خاضت أوستراليا، أمس، المغامرة التي حاولت تجنّبها، فلم ينفعها رفع مستوى الإنذار ولا إجراءات مكافحة الإرهاب، لمنع عملية احتجاز الرهائن التي عاشتها مدينة سيدني، والتي انتهت بمقتل ثلاثة أشخاص، أحدهم محتجز الرهائن.
فقد اقتحمت قوات الأمن الأوسترالية، أمس، مقهى «لينت» الواقع في ساحة «مارتن» في وسط سيدني، وأنهت عملية احتجاز رهائن استمرت أكثر من 16 ساعة، وذلك بالتزامن مع سماع أصوات انفجارات في المكان الواقع في قلب أكبر المدن الأوسترالية، بعدما تمكّن عدد من موظفي المقهى وزبائنه من الفرار. وبدأ حصار المقهى، صباح أمس، كما قامت الشرطة على أثر ذلك بإغلاق الحي المالي في سيدني، في حين حاصر مئات من رجال الشرطة المقهى.

وأعلنت الشرطة الأوسترالية مقتل المسلّح الذي احتجز الرهائن، إضافة إلى رهينتين أخريين، كما أصيب أربعة أشخاص بجروح.
وجاء في بيان لشرطة نيوساوث ويلز، أن محتجز الرهائن (50 عاماً) أصيب بعيارات نارية، وأعلنت وفاته بعد نقله إلى المستشفى، كما أعلنت وفاة رجل (34 عاماً)، وامرأة (38 عاماً) بعد نقلهما إلى المستشفى.
نفذت الشرطة الأوسترالية أيضاً عملية إثر حادث وقع في دار الأوبرا

وبحسب الصحافي في تلفزيون القناة السابعة، كريس ريزون، فإن عدد الرهائن كان «حوالى 15 رهينة، وهم نساء ورجال وشبان وعجائز، لكن لا أطفال بينهم». وقال ريزون في تغريدة عبر موقع «تويتر»: «نرى أن المنفذ يقوم بتبديلهم، ويجبرهم على الوقوف مداورة أمام النوافذ، أحياناً طوال ساعتين».
أما في ما يتعلق بهوية المسلّح، فقد ذكر تلفزيون «ايه بي سي»، أن محتجز الرهائن، الذي رفع في وقت سابق علماً إسلامياً، هو «رجل دين» إيراني اسمه هارون مؤنس، فيما أفادت وسائل إعلام أوسترالية أخرى بأن مؤنس قال عبر موقعه على الإنترنت في أوائل هذا الشهر: «كنت رافضياً والآن أصبحت مسلماً». ونشرت وسائل الإعلام صوراً له وهو ملتح ويرتدي عمامة بيضاء، كما أشارت إلى أنه مفرج عنه بكفالة بعد اتهامه بارتكاب عدد من جرائم العنف.
وأفادت بعض التقارير بأن أحد مطالبه كان إرسال علم «الدولة الإسلامية» إلى مقهى «لينت» الذي احتجز فيه الرهائن. ولكن لم تثبت أي صلات له مع تنظيم «الدولة»، فيما يعتقد المعلّقون أنه يعمل وحده.
وفي هذا الإطار، أكد المحامي السابق لمؤنس، ماني كونديتسيس، أن عملية احتجاز الرهائن ليست من تنفيذ جماعة إرهابية منظمة. وقال، لتلفزيون «ايه بي سي»، إن «هذا عمل فردي عشوائي. وهو ليس عملاً إرهابياً منظماً»، مضيفاً إن مؤنس «شخص مضطرب فعل شيئاً مشيناً».
كما ذكرت صحيفة «ذي أوستراليان»، أن مؤنس «نصّب نفسه شيخاً» موضحة أنه بعث رسائل مسيئة إلى عائلات جنود قتلى. وأشارت إلى أنه مفرج عنه بكفالة، بعدما أوقف بتهمة التآمر في قتل زوجته السابقة. وقالت إنه وصل إلى أوستراليا كلاجئ في عام 1996 وعاش في جنوب غرب سيدني.
وبعد ذلك، عقد رئيس وزراء أوستراليا، توني أبوت، اجتماعاً لمجلس الأمن القومي للتعامل مع هذا التطور «المقلق». وتزامناّ، أعلنت الشرطة الأوسترالية أنها تنفذ عملية إثر «حادث» وقع في «دار أوبرا سيدني» التي تم إخلاؤها، بعد العثور على طرد مشبوه على ما يبدو. وألغيت الحفلات المسائية في «دار الأوبرا».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)