إيران باتت، اليوم، الأكثر نفوذاً في المنطقة ولا شك أنها تستخدم هذا النفوذ لضمان أمنها القومي ومصالحها القومية وأمن المنطقة، هذا ما أكده مساعد وزارة الخارجية في الشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، أمس، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس، حسن روحاني، أن شعوب المنطقة ستردّ على مؤامرة خفض أسعار النفط، مشدداً على أن الموضوع ليس اقتصادياً بحتاً، وإنما ناجم عن مؤامرة وخطة سياسية لبعض الدول.
وفي بداية اجتماع مجلس الوزراء، أمس، أشار روحاني إلى تدنّي أسعار النفط في الأسواق العالمية. ورأى أن خفض أسعار النفط مؤامرة ضد شعوب المنطقة والمسلمين، بحيث يعود نفعها على بعض الدول فقط. وأضاف أن شعوب المنطقة لن تنسى مثل هذه المؤامرات، وبعبارة أخرى خيانة العالم الإسلامي، مؤكداً أن «الشعوب سترد على هذه المؤامرة، وأن الدول التي تقف وراء هذه المؤامرة، يجب أن تعلم أن كراهيتها ستزداد في العالم الإسلامي».
كما أشار إلى أن «على الشعب أن يطمئن إلى أن الحكومة قادرة على إدارة شؤون البلاد على نحو جيد وبأسعار النفط الحالية»، موضحاً أن «خفض أسعاره سيزيد من عدم اعتماد موازنة البلاد على النفط».
وإذا لفت روحاني في هذا الإطار، إلى أن موازنة العام الجديد تتضمن اعتماداً أقل على عوائد النفط، قال إن «هذا الموضوع غير مسبوق مقارنة بالسنوات الماضية»، كما أشار إلى أن «تراجع أسعار النفط مثّل فرصة لقطع اعتماد الموازنة على العوائد النفطية». وشدّد الرئيس الإيراني على ضرورة «تطبيق جميع بنود الاقتصاد المقاوم على يد الأجهزة التنفيذية»، مشيراً في الوقت ذاته إلى موقع إيران الجيوسياسي وقدراتها العالية في مجال صادرات المنتجات غير النفطية.
من جهته، أشار عبداللهيان، في حديث لوكالة «ارنا»، إلى أن «إيران استخدمت نفوذها في تطورات اليمن لما يضمن الوحدة الوطنية والوفاق بين الفصائل اليمنية في كافة توجهاتها السياسية ويعزّز مسار مكافحة الإرهاب، ويرسي أسس الأمن والاستقرار في هذا البلد، إيماناً منها بأن الأمن المستدام في اليمن، له تداعيات مباشرة على الأمن المستدام في منطقة الخليج برمتها».
وفي ما يتعلق باستمرار وتيرة انخفاض سعر النفط، قال عبداللهيان إن «بعض أصدقائنا في المنطقة واستناداً إلى بعض المعلومات والتحليلات الخاطئة اتخذوا بعض القرارات غير الصائبة، خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي عاد بالضرر عليهم أيضاً».
كذلك أشار إلى "المشاورات الجارية بين المسؤولين النفطيين الإيرانيين وبعض المسؤولين المعنيين في المنطقة»، معرباً عن أمله في التوصل الى صيغة تضمن مصالح جميع دول المنطقة.
وأمس، اختتم في طهران مؤتمر مواجهة التطرف. وأصدر المشاركون بياناً من ستة بنود رحبوا فيه بمقترح الرئيس الإيراني لتسمية يوم عالمي بـ«العالم في مواجهة العنف والتطرف»، كما أكدوا أهمية إدانة كل أشكال التطرف والعنف والإرهاب من قبل جميع الحكومات والقادة الدينيين والسياسيين والمفكرين.
وشدّد المشاركون في المؤتمر، على ضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمعالجة الفقر والبطالة والتخلّف كمصادر أساسية لتغذية التطرف، داعين جميع الدول لمنع تسلّل الإرهابيين والمتطرفين من حدودها، واتخاذ خطوات أساسية للسيطرة على الحدود.
على خط مواز، أعلن المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، أن موضوع ربط خطوط سكة الحديد الإيرانية بخطوط سكة الحديد العراقية، كان من أهم المواضيع التي وافق عليها مجلس الوزراء في اجتماعه، أمس، لتسهيل نقل الزوار الإيرانيين لزيارة العتبات المقدسة في العراق.
وأضاف نوبخت، إنه «جرى تكليف دائرة التخطيط والإشراف الاستراتيجي في رئاسة الجمهورية أو مؤسسة الإدارة والتخطيط، وكذلك وزارة الطرق وبناء المدن، إنجاز هذا المشروع المهم في أقرب وقت".
(مهر، ارنا، فارس)