تأجلت محادثات السلام بين أوكرانيا والانفصاليين الموالين لروسيا التي كانت مرتقبة، أمس، في مينسك، لكن مع الالتزام إلى حدّ كبير بوقف إطلاق النار المعلن على خط الجبهة في شرق الجمهورية السوفياتية السابقة. وبرغم الترحيب الروسي والأوكراني بوقف إطلاق النار، إلا أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حذّر، أمس، من أن موسكو سترد «على نحو ملائم» على تطوير الولايات المتحدة لنظام دفاعي مضاد للصواريخ في أوروبا.
وقال لافروف لوكالة الأنباء الروسية: «نحذر من أننا في مرحلة معينة من تطوير نظم الدفاع الصاروخي الأميركية سيتعين علينا اتخاذ إجراءات ملائمة لضمان أمننا»، مضيفاً: «لا نعتزم الانجرار إلى سباق تسلّح مكلف، لكننا سنجهز القدرات الدفاعية لبلادنا على نحو فعال».
كما أعلن أن علاقات روسيا و«حلف شمال الأطلسي» تشهد، حالياً، أخطر أزمة منذ أيام الحرب الباردة.
وأوضح أن موسكو تدعو للحفاظ على قنوات الحوار السياسي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الحلف يواصل سياسة احتواء روسيا والخطوات الرامية إلى تعزيز قدراته العسكرية وزيادة وجود العسكري قرب حدودها. وشدّد على أن الحديث هنا يدور حول وقف التعاون العملي العسكري والمدني بين «الحلف الأطلسي» وروسيا.
وفي وقت سابق أمس، أعلنت وزارة الخارجية الأوكرانية أن مفاوضات السلام مع الانفصاليين، التي تضم مندوبين عن روسيا وموفدين أوروبيين في مينسك، أرجئت ولن تعقد على الأرجح قبل الجمعة. وقال المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية، يفغيني بيريبينيس، إن «المشاورات متواصلة» بشأن هذا الموضوع، فيما يطالب الانفصاليون بإرجائها إلى 12 كانون الأول.
ومن جهته، أكد رئيس برلمان جمهورية دونيتسك الشعبية المعلنة من جانب واحد، دنيس بوشيلين، هذه المعلومات. وقال إن «هناك اتفاقاً تمهيدياً على إجراء المفاوضات هذا الأسبوع»، مضيفاً أن الموعد الجديد يمكن أن يعلن اليوم، كما أوضح أن «الموعد يمكن أن يحدّد حالما نتفق على برنامج عمل» هذا اللقاء.
ومع ذلك، فقد بدا وقف إطلاق النار الذي أعلن على خط الجبهة في شرق أوكرانيا، صامداً إلى حدّ كبير، أمس.
وفيما أفادت وكالة «فرانس برس»، بسماع دوي قذيفة مدفعية واحدة في مدينة دونيتسك، قالت مصادر الانفصاليين والحكومة وشهود عيان، إن القتال توقّف في منطقة النزاع.
وجاء في بيان للجيش الأوكراني نشر على موقع «فايسبوك»، أمس، أنه «بمبادرة من الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، يطبق وقف إطلاق نار في كل مواقع القوات» الحكومية،. كما أعلن الرئيس الأوكراني في سنغافورة، أن وقف إطلاق النار على خط الجبهة صامد. وقال بوروشنكو في محاضرة في سنغافورة: «قبل ساعة ونصف ساعة، أعلنّا وقفا لإطلاق النار جديدا»، مضيفاً أنه «لم تحصل طلقة واحدة، ولم يقتل أي جندي».
ورحّب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بإعلان وقف العمليات القتالية. وقال في مؤتمر صحافي، بعد محادثات مع نظيره البلجيكي، ديدييه ريندز: «لدينا آمال بخصوص وقف إطلاق النار المعلن اليوم. هذا ليس الإعلان الأول من نوعه، لكن هذه الخطوة أعد لها على نحو جيد جداً. جرت محادثات بين ممثلين لجانبي الصراع، وساعد مسؤولون روس على الإعداد لها بناء على طلب الرئيس بوروشينكو». وأعرب لافروف عن قلقه من سلوك قادة ألمانيا، مضيفاً أن أوروبا قد تعاني إذا امتنعت برلين عن أداء دور بناء بين موسكو والغرب.
على صعيد آخر، أعلنت أوكرانيا، أمس، أنها تسلمت أول شحنات من الغاز الطبيعي الروسي، منذ أن أدى خلافها مع موسكو بشأن الأسعار، إلى وقف الإمدادات في حزيران. وذكرت شركة نقل الغاز الأوكرانية «اوكرترانسغاز»، في بيان، أنه «اعتباراً من الثلاثاء بدأت إمدادات الغاز الطبيعي من الاتحاد الروسي»، مضيفة أنه «سيجري استيراد ما يصل إلى 43,5 مليون متر مكعب من الغاز يومياً». وأكدت هذه المعلومات مجموعة الغاز الروسي العملاقة «غازبروم»، بحسب ما أفادت به وكالات الأنباء الروسية.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)