طهران | تستضيف العاصمة الإيرانيّة، طهران، يومي 9 و 10 كانون الأول الجاري، مؤتمر "عالم خال من العنف والتطرف". ويكتسب المؤتمر، الذي أعلن رئيس الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانية، حسن روحاني، انعقاده، واصفاً إياه بـ"أكبر مؤتمر لمحاربة العنف والتطرف في العالم"، أهميّته من كونه ينعقد في أسوأ وأخطر مرحلة تعيشها المنطقة، حيث انتشرت ظاهرة تدمير المعالم الإنسانيّة والحضاريّة، وازدادت أعداد المشرّدين هرباً من المجازر الدمويّة التي طاولت المدنيين في أكثر من ساحة، منها سوريا والعراق، وسط عجز المنظمّات الدوليّة، والهيئات الحقوقيّة عن وضع حدّ لما يجري من استهداف عرقيّ وطائفي ومذهبي، غايته ضرب التعايش السلمي بين شعوب المنطقة.
ويركّز المؤتمر، في عناوينه الرئيسية، على احترام الاستقلال السياسي والمساواة في السيادة، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول، الذي يشكل انتهاكاً لروح ميثاق الأمم المتحدة، وللسلام والأمن الدوليين، مستنداً إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 2625 المتعلق بذلك. ويهدف المؤتمر أيضاً إلى التشديد على حلّ الخلافات بالوسائل السلميّة، من طريق التفاوض على أساس السلام بين الأمم، وإبعاد قضايا حقوق الإنسان عن الدوافع والغايات والمصالح السياسية، وكذلك التشديد على مكافحة الإرهاب، واعتبار مكافحة أسلحة الدمار الشامل لا تتناقض مع مبادئ حقوق الإنسان، واعتماد التفاهم والحوار بديلاً من العنف وعدم التسامح، للوصول إلى إجماع دولي، وإرادة حقيقيّة لخلق عالم خالٍ من العنف والتطرف.
وسيجد المشاركون في المؤتمر أنفسهم أمام مسؤوليات جسام في طرح واقع العنف والتطرف والإرهاب الذي يسود منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، في ضوء الهجمات الإرهابية التي استهدفت فيها "داعش" دولاً ذات سيادة، حيث سيعمل المؤتمر على وضع القوى الكبرى، من دول منظمات دولية، أمام مسؤولياتها في حماية السلم الدولي من آفة العنف والتطرف والإرهاب. كذلك سيحضر دور الإعلام بمواجهة الإرهاب في المؤتمر، لكونه واحداً من أخطر الأسلحة التي تعتمدها القوى المتطرفة لإمرار مشروعها التكفيري الإرهابي، مستفيدة من تقنيات الاتصال والمعلوماتية الحديثة.
مؤتمر طهران من أجل "عالم خال من العنف والتطرف" يعيد لإيران دورها كواحدة من أكثر القوى العاملة على محاربة الإرهاب والعنف. في مشهد أراده، القائمون على المؤتمر، بديلاً من المشهد السائد، لتصدير صورة الإسلام الحقيقي، المؤمن بالتنوع، والاختلاف، والوقوف بوجه القوى الظلاميّة الساعية إلى فرض نهجها الدمويّ على المنطقة.