دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي، أمس، إلى رفع جاهزية القوات المسلّحة بشكل دائم، بعيداً عن أي حسابات سياسية. وقال، خلال استقباله قادة ومسؤولي القوة البحرية في الجيش الإيراني، إن «روح المقاومة والصمود يجب أن تسود أجواء القوات المسلّحة"، مشيراً إلى أن على «القوة البحرية رفع جاهزيتها العسكرية ورفع معنوياتها وروح التضحية لأخذ مكانها في الدفاع عن البلاد».
وإذ لفت خامنئي إلى «الحدود البحرية الواسعة للبلاد والاستثمار الكبير للأعداء في المنطقة»، رأى أنه «لا بدّ من اغتنام فترات السلام ودخول القوات المسلّحة في المجال العلمي وفي مجالات البناء والإعمار تعزيزاً لقوة الردع الوطنية».
وفي موازاة ذلك، أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن قوة الردع الإيرانية قضت على احتمال أي تهديد عسكري للبلاد في المستقبل القريب، مشدداً على أن «الأعداء لا يفكرون في هذا الخيار نظراً إلى كلفته الثقيلة».
وقال شمخاني، على هامش زيارته معرض إنجازات قوات الدفاع الجوي، إنه «في ما يتعلق بقطاع الدفاع الجوي، فإن القدرة على رصد الأهداف تمّ تعزيزها، كذلك فإن هناك خطوات مهمة اتُخذت لزيادة القدرات الصاروخية».
وأضاف شمخاني أن «قدرات إيران الصاروخية يجري تحديثها بما يتناسب مع مستوى التهديدات في إطار الردع».
كذلك أكد الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني أن بلاده «ترصد بدقة القوة الجوية لأعدائها الكبار ولديها برامج مناسبة لإيجاد التوازن في هذا المجال».
كذلك فقد أعلنت طهران، السبت، رفضها للبيان الصادر عن اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، بشأن قضية الجزر الثلاث، والذي أكد أن الجزر الثلاث هي أراضٍ إماراتية. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، مرضية أفخم، إن الجزر الثلاث «أبوموسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى، جزء لا يتجزأ من الأراضي الإيرانية»، مشيرة إلى أن «ترداد المزاعم لا يغيّر الحقائق التاريخية».
ولفتت أفخم الانتباه إلى أن «إيران تقيم علاقاتها مع جيرانها على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، ما يمثل أولوية دبلوماسيتها»، مشددة على أن «طهران لا تضع قيوداً على تطوير وترسيخ علاقات الصداقة، فضلاً عن ترحيبها بالتعامل البنّاء والتعاون الواسع والشامل».
أما في إطار الملف النووي وتمديد المحادثات، فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، وجود خلافات في ست قضايا بين إيران ومجموعة «5+1». وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) بأن ظريف أطلع السبت البرلمان الإيراني، خلال جلسة مغلقة، على تفاصيل المفاوضات التي استمرت نحو 10 أشهر من دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
وأوضح أن الخلافات مع مجموعة «1+5» تركّزت على مواضيع تتعلق بـ«مستوى تخصيب اليورانيوم، وعدد أجهزة الطرد المركزي لدى إيران، ووضع مفاعلات الماء الثقيل، والتعاون في المجال النووي، إضافة إلى العقوبات المفروضة على إيران وتحديد موعد للانضمام إلى سوق رأس المال».
وفي ما يتعلق بتمديد المفاوضات 7 أشهر إضافية، لفت وزير الخارجية الإيراني إلى أن «الأشهر الأربعة الأولى ستكرس لبذل الجهود للتوصل إلى اتفاق سياسي أو اتفاق عام، بينما ستخصص الأشهر الثلاثة الأخيرة لكتابة التفاصيل التقنية، والقانونية للاتفاق».
من جهته، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، علاء الدين بروجردي، أن التوصل إلى نتيجة جيدة من المفاوضات النووية ليس أمراً مستحيلاً. وأشار بروجردي إلى «الضغوط التي تتعرض لها الولايات المتحدة من إسرائيل وبعض الدول الإقليمية، من أجل عدم التوصل الى الاتفاق النهائي».
وفي ما يتعلق بمنشأة «آراك» للمياة الثقيلة وكمية تخصيب اليورانيوم، لفت بروجردي إلى أن «طرفي المفاوضات بحثا عدة أمور، منها حجم التخصيب ومنشأة أراك للمياة الثقلية وعدد أجهزة الطرد المركزي»، موضحاً أن «الطرفين أصبحا أقرب إلى الاتفاق».
وأكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، أن «إحدى أهم نتائج المفاوضات هي أننا أثبتنا للعالم أننا نريد التعامل والتفاهم»، معتبراً أنه «في حال لم تنجح المحادثات، فإن السبب وراء ذلك هو المماطلة الأميركية».
أما عن قلق بعض الدول الإقليمية من التوصل إلى اتفاق نووي، فقد قال بروجردي، إن «وزير الخارجية الأميركي جون كيري قام بعدة اتصالات مع نظرائه من البلدان العربية إلى الخليج»، مضيفاً أن «هذا الأمر يظهر حقيقتين: أولاهما، قلق هذه الدول من التطورات المقبلة وماهية الاتفاق الذي سيتم بين إيران والولايات المتحدة الأميركية. وثانيتهما، خوف الأميركيين على حلفائهم الإقليميين، والخوف من القيام بخطوة قد تُفقد أميركا حلفاءها في المنطقة».
ويأتي ذلك فيما غادر مساعد وزير الخارجية في الشؤون العربية والأفريقية، حسين أمير عبداللهيان، أمس إلى العاصمة العمانية مسقط، لإجراء مشاورات بشأن العلاقات الثنائية والتطورات الإقليمية والدولية، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية «ارنا». وسيلتقي عبداللهيان خلال هذه الزيارة مع كبار المسؤولين العمانيين.
في سياق آخر، نقلت وكالة الأنباء الروسية عن وزير الاقتصاد الروسي، أليكسي أوليوكاييف، قوله أمس، إن «روسيا تنوي بدء تسليم الحبوب والمنتجات الصناعية لإيران، في مقابل النفط»، معرباً عن أمله «في التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب».
وأبلغ أوليوكاييف الصحافيين في طهران، أن «هذه المسألة أثيرت، ولن يقتصر الأمر على الحبوب فهناك قائمة واسعة من المنتجات».

(رويترز، أ ف ب، مهر، إرنا، فارس)