تتواصل الحرب الكلامية بين روسيا والولايات المتحدة على خلفية الأزمة الأوكرانية وغيرها من الأزمات التي توتّر العلاقات بين البلدين، لتدخل منعطفاً أكثر جدية، في ظل تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس، بأن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، دعاه إلى عدم الاكتراث بتصريح الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الذي وُضعت فيه روسيا في قائمة التهديدات جنباً إلى جنب مع حمى إيبولا.
وقال لافروف: «أنا لفتت الانتباه إلى التهديدات المدرجة التي سمح الرئيس أوباما لنفسه بها منذ بداية حديثه في الجمعية العامة للأمم المتحدة»، مضيفاً أن جون كيري قال له: «لا تكثرت».
وعلّق وزير الخارجية الروسي على هذا الأمر بالقول إنه «إذا كان هذا الأمر جدياً، فهو محزن»، موضحاً أن كيري «قال ذلك لأنه أراد مناقشة المواقف بشأن حلّ المشكلة النووية الإيرانية والوضع في شبه الجزيرة الكورية».
وشدد لافروف على أنه «لا يليق بدولة كبرى أن تتعامل مع شركائها بطريقة استهلاكية»، مضيفاً: «هناك حيث نحتاجكم – تساعدون، وهناك حيث لا حاجة بكم - تنصتون».
من جهة أخرى، وصف وزير الخارجية الروسي التوسع «الأرعن» لحلف «شمال الأطلسي»، بأنه خطأ من شأنه الإضرار بأمن أوروبا. وقال في مؤتمر صحافي مع نظيره المجري، بيتر سيزارتو: «نعتقد وظللنا نردّد هذا الكلام منذ بداية المرحلة التاريخية الحالية أن التوسع الأرعن والمستمر لحلف شمال الأطلسي (الناتو) خطأ يقوض أمن أوروبا».
وأضاف أن وضع أوكرانيا كدولة محايدة عنصر أساسي للأمن والمصالح القومية لهذا البلد.
وفي الإطار ذاته، حضّ الرئيس الروسي، فلاديمر بوتين، السفير الأميركي الجديد لدى موسكو، جون تيفت، على عدم التدخل في شؤون روسيا، وذلك عند قبوله أوراق اعتماده سفيراً لبلده.
وقال بوتين: «نحن جاهزون للتعاون العملي مع الشركاء الأميركيين انطلاقاً من التوجيهات العديدة التي تستلتهم مبادئ احترام مصالح البلدين والحقوق المتساوية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلد الآخر».
بدوره، أشار السفير الأميركي لدى موسكو إلى وجود خلافات بين روسيا والولايات المتحدة، معرباً عن اعتزامه تطوير علاقات بين البلدين. وتعهد تيفت بـ«تبيان وجهة النظر الروسية لواشنطن وإيضاح مواقف الحكومة الأميركية لموسكو»، بالإضافة إلى «التواصل مع الناس من جميع فئات المجتمع الروسي» و«الدفاع عن القيم الديموقراطية وسيادة القانون».
وقال السفير: «رغم حالة الصعود والهبوط التي شهدتها العلاقات الروسية الأميركية» منذ أكثر من 200 سنة، «إلا أن الصلات الإنسانية بين شعبينا لا تزال راسخة»، مضيفاً أن تعزيز الصلات بين شعوب يعتبر جزءاً مهما من عمل السفراء.
في هذا الوقت، قال وزير الخارجية الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، بعد يوم على لقائه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إن ألمانيا وروسيا تتبنيان وجهتي نظر متباينتين بشدة بشأن الصراع في أوكرانيا الذي ما زال بعيداً عن الحل.
وأضاف شتاينماير: «للأسف ما تبدو عليه الأمور أننا ما زلنا بعيدين عن حل مُستدام للصراع وأكثر بعداً عن التوصل لتسوية سياسية».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)