في نهاية شهر كانون الأول المقبل، تنتهي في أفغانستان مهمة القوات الدولية التابعة لـ «حلف شمالي الأطلسي» (إيساف)، في وقتٍ يبقى فيه عشرة ألف جندي، معظمهم أميركيون «لدعم قوات الأمن الأفغانية». لكن قبل نحو شهر من انتقال القوات الأطلسية إلى «مرحلة جديدة»، وفقاً لتعبير السلطات الأفغانية، أكد الأمين العام للحلف الأطلسي، ينس شتولتنبرغ، «التزام الحلف بضمان الحفاظ على المكاسب» التي تحققت بعد انتهاء التدخّل العسكري الأجنبي في البلاد.
وفي الزيارة الأولى له لأفغانستان، قال شتولتنبرغ للجنود في «معسكر مورهيد» في مقاطعة وارداك، حيث تدرب القوات الخاصة الأميركية وحدات من القوات الأفغانية الخاصة لتتسلم مهماتها، «لقد ضحينا بالكثير لنعطي أفغانستان فرصة لتنجح»، مضيفاً «لا يمكننا، ولن نسمح بأن نخسر هذه المكاسب».
من جهته، قال الرئيس الأفغاني، أشرف غني، في مؤتمرٍ صحافي مشترك مع شتولتبرغ، إن «استثمار» الحلف في قوات الأمن المحلية البالغ عددها نحو 350 ألف عنصر «أثبت نجاحه»، مشيراً إلى أنه يتطلع إلى الأمام للعمل مع التحالف. وأضاف إنه «بعد 21 كانون الأول المقبل، ستكون القوات الأفغانية فقط مسؤولة عن حمل السلاح، لكن هذا لا يعني نهاية التعاون مع حلف شمالي الأطلسي، بل بداية مرحلة جديدة».
ويسعى الرئيس الأفغاني الجديد إلى الاحتفاط بعلاقات وثيقة مع حلف شمالي الأطلسي، ويتطلع في الوقت ذاته إلى تعزيز التحالفات مع آسيا. وكان قد قام بزيارته الرسمية الأولى بعد تسلمه منصبه في شهر أيلول الماضي للصين، التي تعهدت بتقديم 327 مليون دولار للمساعدة في إرساء الاستقرار في أفغانستان حتى عام 2017.
عموماً، ترافق التقاطع بين شتولتنبرغ والرئيس الأفغاني مع حديث أميركي يحمل في طياته تصوراً لكيفية التعامل مع التطورات الأفغانية خلال المرحلة المقبلة. فقد حذر المسؤول الثاني في القوات الأميركية في أفغانستان الجنرال جوزف أندرسون، من أن القوات الأفغانية، التي باتت «حركة طالبان» تستهدفها أكثر من السابق، لن تكون قادرة على الدفاع عن البلاد إذا استمر عدد القتلى في صفوفها بالوتيرة المرتفعة ذاتها (4634 جندياً أفغانياً خلال العام الحالي، مقابل 4350 العام الماضي).
وأعلن اندرسون أن الطيران الاميركي لن يدعم الجيش الأفغاني من خلال الضربات العام المقبل إلا في أوضاع «كارثية» على الأرض، مشيراً إلى أن الطيران الأميركي سيكتفي اعتباراً من شهر كانون الثاني بحماية القوات الأميركية التي ستبقى في أفغانستان.
وفي عام 2011، بلغ عدد الجنود الغربيين في أفغانستان 140 ألفاً، ولم يبقَ منهم اليوم سوى 40 ألفاً. ومن المقرر أن يبقى نحو 12 ألف جندي، بينهم 9800 أميركي في البلاد، بعد كانون الأول 2014، في إطار مهمة «دعم وتدريب الجيش الأفغاني» والتي سيطلق عليها اسم «الدعم الحازم».
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن موسكو مستعدة لدعم أفغانستان بعد انسحاب القوات الدولية منها.
وقال بوتين، في لقاء مع أعضاء الجمعية البرلمانية لدول منظمة «معاهدة الأمن الجماعي»، إن تطورات الوضع في أفغانستان «تجلب اهتمام العالم كلّه، بما في ذلك اهتمام الدول الأعضاء في هذه المنظمة». وأضاف إن الوضع في أفغانستان «لن يكون سهلاً بعد انسحاب القوات الدولية من أراضيها»، مؤكداً استعداد روسيا لمساعدة كابول، «حرصاً على استقرار الوضع في البلاد وحفاظاً على إمكانية تطورها».
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)