قبل ثلاثة أيام من انعقاد لقاء على مستوى وزراء خارجية دول (5+1) في عاصمة سلطنة عمان، مسقط، للتشاور في البرنامج النووي الإيراني، أعلن وزير الخارجية جون كيري أن تمديد المفاوضات «غير مدرج على جدول الأعمال».
وقال كيري، خلال مؤتمر صحافي في باريس: «لا ننوي حالياً التحدث عن تمديد، لا نفكر في الأمر، سنبدأ المرحلة النهائية (من المفاوضات) بهدف إنجاحها». وفي الوقت الذي من المقرّر فيه أن تُستأنف المفاوضات بين إيران ودول (5+1) في 18 من الشهر الحالي، أضاف كيري بعد لقائه بنظيره الفرنسي لوران فابيوس، أن بلاده لا تعتزم المضي في المفاوضات ما بعد تاريخ المهلة النهائية (24 تشرين الثاني المقبل)، معتبراً أن «قرارات سياسية يجب أن تتخذ»، للتوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي.
وفيما أكد كيري أنه «لن يكون من الصعب على إيران إثبات أن برنامجها النووي سلمي»، جدّد مع فابيوس، موقفهما القائل بإن إيران «يحقّ لها امتلاك برنامج نووي سلمي». وقال كيري: «تحدثنا عن أساليبنا في التعامل مع البرنامج الإيراني وبواعث قلقنا في ما يتعلّق بالمفاوضات»، مضيفاً أنه يتفق مع لوران (فابيوس) في أنّ من حق إيران امتلاك برنامج نووي سلمي، لا مسار لإنتاج قنبلة.
وتابع: «نحن نعتقد أنّ من السهل إثبات سلمية البرنامج للعالم»، مؤكداً أنه سيتعاون عن كثب مع فرنسا في الأسابيع المقبلة.
في السياق نفسه، قال دبلوماسيون، أمس، إن تقريراً ستصدره الوكالة الدولية للطاقة الذرية، خلال الأسبوع الحالي، «قد يشير إلى عدم وجود تقدم يذكر في التحقيق في أبحاث محتملة أجرتها إيران عن الأسلحة النووية»، وهي إحدى النقاط العالقة في المفاوضات بين إيران والغرب والتي تعرقل الاقتراب من التسوية الأخيرة في هذا المجال.
في غضون ذلك، أكد المتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني، حسين نقوي حسيني، أن تغيير التركيبة السياسية في أميركا وفوز الجمهوريين في انتخابات الكونغرس، «لن يؤثر على المفاوضات النووية»، مضيفاً أنّ على الأميركيين الاعتراف بحقوق الشعب الإيراني وأن يدعوا المطالب المبالغ بها.
وقال نقوي حسيني إن نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ كانت متوقعة، بحيث يحصل الجمهوريون على غالبية المقاعد النيابية، مشيراً إلى أن ذلك لن يؤثر على المفاوضات النووية، لأن لديها إطاراً محدداً وستستمر وفق هذا الإطار.
وأكد نقوي حسيني أن بلاده تدرك أن اتخاذ الساسة الأميركيين للقرارات أمرٌ صعب، «نظراً إلى دور اللوبي الصهيوني في السياسة الداخلية والخارجية للولايات المتحدة»، متابعاً القول: «إلا أن عليهم هذه المرة أن يتجرعوا الكأس المرة».
وفيما رأى المسؤول الإيراني أن تمسك الاميركيين بمواقفهم المبالغ بها وتجاهل حقوق الشعب الإيراني «تعني أنه لا يمكن التعويل على نتيجة المفاوضات»، أكد أنّ على الأميركيين الاعتراف بحقوق الشعب الإيراني ومراعاتها، مضيفاً أنه إن كانت لديهم القدرة على اتخاذ القرار، «فإننا سنتوصل إلى الاتفاق النهائي».
(الأخبار، أ ف ب)