أملت الولايات المتحدة أن تبدد روسيا المخاوف بشأن تصرفاتها في أوكرانيا قبل قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في أوستراليا في تشرين الثاني المقبل، وإلا فإنها ستكون عرضة لمزيد من العزلة الاقتصادية، في وقت أعلن فيه حلف شمال الأطلسي أن هدنة أوكرانيا «اسمية فقط».
وأوضح وزير المالية الأميركي جاك ليو، أن «على روسيا أن تخطو نحو حل هذه القضية عبر الوسائل الدبلوماسية حتى يتسنى لأوكرانيا مداواة جراحها بنفسها ومن ثم تحقيق النمو لاقتصادها».
وأضاف أنه «إذا لم يتحسن الوضع بحلول اجتماع القمة، فأعتقد أن الرئيس الروسي (فلاديمير) بوتين سيسمع مباشرة ما يسمعه الآن من خلال العقوبات الاقتصادية وعبارات أخرى من أن تصرفات روسيا غير مقبولة».
وكان الوزير الأميركي يتحدث عقب اجتماع استمر يومين لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين في مدينة كيرنز شمال شرق أوستراليا تحضيراً للقمة التي ستعقد في تشرين الثاني في مدينة بريزبين بأوستراليا التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة.
3219 قتيلا سقطوا
منذ اندلاع الاشتباكات في المناطق الشرقية

وكان المشاركون في اجتماعات قمة العشرين قد ناقشوا المقترحات المتعلقة باستراتيجيات تشجيع النمو والاستثمار، إلى جانب التعاون بشأن السياسات النقدية وتنظيم الضرائب، تمهيداً لرفعها إلى قمة زعماء المجموعة المقررة.
وأعلن وزير الخزانة الأوسترالي جو هوكي، لدى افتتاحه المناقشات، أن هناك تصميماً على جعل العالم أفضل، وعلى دعم نمو الاقتصاد العالمي وإنشاء المزيد من فرص العمل وتحسين الأجور، والاهتمام أكثر بالتعليم والعناية الطبية بالأطفال، ورفع سوية البنى التحية لتوفير مياه ذات نوعية أفضل.
في سياق آخر، أوضح القائد الأعلى لقوات حلف الاطلسي، الجنرال فليب بريدلوف، أن الهدنة التي توصل إليها الانفصاليون الأوكرانيون مع سلطة كييف «اسمية فقط» ولا وجود لها في أرض الواقع.
ولفت بريدلوف عقب اجتماعه مع عدد من قادة الحلف العسكريين في العاصمة الليتوانية فيلنيو، إلى أن عدد قذائف المدفعية التي أطلقت في الآونة الأخيرة يماثل العدد الذي كان يطلق قبل دخول اتفاق وقف اطلاق النار حيز التنفيذ قبل أسبوعين. لكنه أضاف أنه يشعر «بالتفاؤل» إزاء الاتفاق الأخير الذي وقّع فجر السبت في مينسك عاصمة جمهورية روسيا البيضاء. وكان ممثلون عن روسيا والانفصاليين الأوكرانيين وسلطة كييف ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد صاغوا مذكرة تفاهم من سبع نقاط حول وقف اطلاق النار عقب مفاوضات استمرت طوال ليلة الجمعة. وتنص المذكرة على إنشاء منطقة عازلة بين الجهات المتحاربة عمقها 30 كيلومتراً، وحظر تحليق الطيران العسكري في بعض أجواء شرقي أوكرانيا وسحب «المرتزقة الأجانب» من الجانبين.
ورغم توقيع المذكرة، إلا أن الجيش الأوكراني أعلن أنه لن ينفذ خطة السلام التي جرى التفاوض في شأنها ما دامت الهدنة غير تامة في شرق البلاد.
ورأى المتحدث باسم الجيش، اندريه ليسنكو، أن إقامة هذه المنطقة المنزوعة السلاح لن تكون أمراً ممكناً إلا متى أصبح وقف اطلاق النار تاماً في المناطق الانفصالية.
إلى ذلك، لقي (40) من الانفصاليين الموالين لروسيا، مصرعهم في اشتباكات مع الجيش الأوكراني شرقي البلاد خلال الـ (24) ساعة الأخيرة ليرتفع بذلك عدد ضحايا الاشتباكات بين الانفصاليين والجيش الأوكراني إلى 3 آلاف، و219 شخصاً قتلوا، وجرح 8 آلاف، و198 آخرين منذ اندلاعها حتى 16 أيلول الجاري بحسب الأمم المتحدة.
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)