موقف جديد أدلى به الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، رداً على العقوبات الغربية المفروضة على روسيا على خلفية النزاع في أوكرانيا، فراى أن هذه الإجراءات تخالف وتنتهك مبادئ منظمة التجارة العالمية، فيما برز تصعيد آخر من الجانب الأوكراني على لسان الرئيس بيترو بوروشينكو الذي طلب، في خطاب أمام الكونغرس، أسلحة من الولايات المتحدة ومنح بلاده «وضعاً أمنياً ودفاعياً خاصاً»، كدولة غير عضو في حلف «شمال الأطلسي».
وخلال اجتماع للحكومة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن «القيود التي أقرّت بحق روسيا ليست سوى انتهاك للمبادئ الأساسية لمنظمة التجارة العالمية من قبل بعض شركائنا». وأضاف، بحسب مشاهد نقلها التلفزيون الروسي، أن «كل ذلك حصل بشكل مسيّس من دون أي احترام لمعايير منظمة التجارة العالمية».
ورأى بوتين أنه بفرض عقوبات على روسيا «إحدى القوى الاقتصادية الست الكبرى في العالم»، فإن الغربيين ينتهكون بصورة خاصة «بند الدولة الأولى بالرعاية» و«مبدأ المنافسة الحرة»، اللذين تعتمدهما منظمة التجارة العالمية. كما أشار في الوقت ذاته إلى أن تدابير الرد التي اتخذتها روسيا «لا تنبع من الرغبة في معاقبة شركائها أو التأثير عليهم». وقال: «نفكر قبل أي شيء بمصالحنا وأهدافنا الإنمائية».
على صعيد متصل، وافقت الحكومة الروسية، أمس، على مشروع الموازنة العامة من عام 2015 حتى 2017، آخذة في عين الاعتبار انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا، وتراجع أسعار النفط والتداعيات المحتملة للعقوبات الغربية على روسيا.
وحاز قطاع الدفاع الوطني أكبر حصة من النفقات في الميزانية الجديدة، مرتفعة بنسبة 21.4 في المئة للعام المقبل، كما ارتفع حجم التمويل الحكومي للبرامج الاقتصادية بنسبة 21.3 في المئة، إضافة إلى مشاريع البنى التحتية والمؤسسات المتضررة من العقوبات الغربية، التي من الممكن أن تحصل على تمويل من صندوق الرفاه الوطني.
وفي هذا الوقت، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن أمله في أن تتخذ كييف الإجراءات المناسبة حيال سلسلة الانتهاكات الجسيمة من قبل العسكريين الأوكرانيين، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الهدنة صامدة.
وفي تعليقه على تصريحات وزير الدفاع الأوكراني حول تخلّي بلاده عن صفة دولة لا نووية، قال لافروف إن «على الوزير أن ينشغل من موقعه، بالعمل على إيقاف انتهاكات الهدنة من قبل العسكريين الأوكرانيين، بدلاً من التلويح بإمكانية تخلي كييف عن صفة الدولة غير النووية». وأضاف: «لا أعتقد أن أحداً سيسمح له (بالتخلي عن صفة الدولة غير النووية) وأولهم الغرب الذي يفرض سطوته على القيادة الأوكرانية».
وفي مقابل ذلك، طلب الرئيس الأوكراني بيترو بوروشنكو، في خطاب أمام الكونغرس الأميركي، أن تمنح الولايات المتحدة بلاده «وضعاً أمنياً ودفاعياً خاصاً» كدولة غير عضو في حلف «شمال الأطلسي»، وذلك لمساعدتها على التصدي لروسيا.
وقال بوروشينكو: «نحن بأمسّ الحاجة لتلقي أسلحة جديدة بكافة الأنواع، فتاكة هجومية وغيرها».
كذلك جدّد اتهامه روسيا بـ«تهديد أوكرانيا» و«ضمّ شبه جزيرة القرم»، مؤكداً أن بلاده ستحاول إعادة القرم لصفوفها.
ووجّه الرئيس الأوكراني دعوة لأعضاء الكونغرس من أجل منح بلاده صفة «شريك استراتيجي» من خارج حلف «الأطلسي»، داعياً في الوقت ذاته واشنطن، إلى مواصلة وتشديد العقوبات على موسكو.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)