اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع نظيره الأوكراني بيترو بوروشينكو، خلال مكالمة هاتفية بينهما، أمس، على مواصلة الحوار الهادف إلى وقف النزاع في شرق أوكرانيا، في ظل صمود هش لوقف إطلاق النار بعد اتهام كييف للانفصاليين بانتهاكات متقطعة خلال الليل بالقرب من ميناء ماريوبول، قبل ساعات على زيارة رئيس الوزراء الأوكراني.
ويأتي هذا الاتصال بعد ساعات على إعلان رئيس الحكومة الروسية ديمتري ميدفيديف، أن موسكو قد تمنع تحليق طائرات شركات الطيران الغربية فوق أراضيها، في ردّ «غير متماثل» على عقوبات جديدة أقرها الاتحاد الأوروبي. وهدّد بقطع إمدادات الكهرباء الروسية إلى أوكرانيا، في حال حدّ الأخيرة من الطاقة الكهربائية التي تزود بها القرم.
وألقى ميدفيديف، في مقابلة مع صحيفة «فيدوموستي» الروسية، باللوم على الغرب في ما يتعلق بالأضرار التي لحقت بالاقتصاد الروسي جراء العقوبات «الغبية». وقال إن موسكو ستتخذ إجراءات للحد من الاعتماد على الواردات، من خلال البدء بزيادة إنتاج الطائرات المحلية.
ورأى أنه كان يتعيّن على روسيا الرد بنحو أقوى على الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، قائلاً إنها تحلّت بالصبر أكثر مما ينبغي في أسوأ مواجهة مع الغرب منذ الحرب الباردة.
وقال: «إذا ما كانت هناك عقوبات ترتبط بقطاع الطاقة أو المزيد من القيود على القطاع المالي الروسي، فسنضطر إلى الرد بطريقة غير متماثلة»، مضيفاً أن شركات طيران «الدول الصديقة» مسموح لها بالتحليق فوق روسيا.
وأضاف: «إذا تحتم على شركات الطيران الغربية تفادي مجالنا الجوي، فقد يدفع هذا إلى إفلاس الكثير من شركات الطيران المتعثرة. ليست هذه الطريقة المثلى. نأمل فحسب أن يدرك شركاؤنا هذا في وقت ما».
وخلال زيارته ماريوبول (شرقاً) حيث تدور مواجهات بين الانفصاليين الموالين لروسيا والجيش منذ عدة إيام، رغم إعلان وقف إطلاق النار، رأى الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، أنّ من المستحيل الانتصار في النزاع الجاري في شرق أوكرانيا «عبر السبل العسكرية فقط»، داعياً إلى سحب القوات الروسية.
وقال خلال مؤتمر صحافي بالإنكليزية بعد وصوله إلى مرفأ ماريوبول: «إذا أردنا الطريقة الأسرع للحصول على السلام والاستقرار هنا، فالأمر بسيط جداً: انسحاب القوات الأجنبية وإغلاق الحدود، وأعتقد أن مبادرة السلام تقربنا من هذه النتيجة».
وتابع أنه «للأسف هناك العديد من انتهاكات وقف إطلاق النار، ما بين عشرة و12 انتهاكاً يومياً»، موضحاً أنه يطالب بأن ترسل «منظمة الأمن والتعاون في أوروبا»، «ممثلاً إلى كل نقطة خطرة».
وفي هذا الوقت، أعلنت القوات البحرية الأوكرانية بدء إجراء مناورات عسكرية في البحر الأسود مع خمس دول في حلف «شمال الأطلسي» من بينها الولايات المتحدة، وذلك لضمان الأمن الملاحي «في منطقة أزمة».
وتشارك في هذه المناورات السنوية التي يطلق عليها «سي بريز» (نسيم البحر) نحو ألفي عسكري و12 سفينة، من بينها سبع سفن أوكرانية، والخمس الأخرى لدول في «الحلف الأطلسي». وتُجرى هذه المناورات، التي ستستمر حتى الأربعاء، في الجزء الشمالي الغربي من البحر الأسود، كما أوضح المتحدث باسم القوات البحرية الأوكرانية لوليغ تشوبوك.
ودول الحلف المشاركة في هذه المناورات، هي الولايات المتحدة وإسبانيا وكندا ورومانيا وتركيا، وهي تهدف إلى «رسم مساحة ملاحية آمنة في منطقة أزمة»، بحسب وزارة الدفاع.
واعتباراً من 13 أيلول الحالي، سيشارك 200 مظلي أميركي في مناورات عسكرية دولية أخرى، هي مناورات «رابيد ترايدنت 14»، التي ستُجرى في غرب أوكرانيا والتي سيشارك فيها أيضا جنود من بولندا ورومانيا ومولدافيا وبلغاريا وإسبانيا وإستونيا وبريطانيا وألمانيا وليتوانيا والنروج.
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)