أعاد مرشد الجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي توجيه الاتهام المباشر إلى الغربيين وإلى حلفائهم الإقليميين في دعم التنظيمات المتطرفة في الشرق الأوسط، مشيراً في سياق آخر إلى أن النظام العالمي يشهد تغييرات في بنيته بعد 70 عاماً على تأسيسه.
واعتبر خامنئي، في كلمة ألقاها أمام أعضاء مجلس خبراء القيادة في طهران، أنه «لا مجال للشك في أن القاعدة وداعش هما صنيعة الغربيين، ولا سيما الأميركيين وحلفائهم في المنطقة»، مضيفاً إنه برغم «ادعاءات الغربيين، ولا سيما الأميركيين بعدم ارتباطهم بأي علاقات مع هذه المجموعات، إلا أن دلائل عديدة لا تدع مجالاً للشك بأن هذه المجموعات هي من صنع الغربيين أنفسهم وحلفائهم في المنطقة».
ورأى أن «ممارسات الغربيين هذه تضع تحديات قوية أمام الشعارات التي يرفعونها في الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان ونظائرها، ما يؤدي إلى أن لا أحد بعد ذلك يتقبلها منهم»، موضحاً أن «التطورات الجارية تشير إلى تغييرات تطرأ على النظام العالمي الحالي الذي يمتد تأسيسه إلى 70 عاماً على أيدي الغربيين في أوروبا وأميركا وتبلور نظام عالمي جديد».
في سياق منفصل، اجتمع مفاوضون إيرانيون مع دبلوماسيين أميركيين في مدينة جنيف السويسرية يوم أمس، بهدف إجراء محادثات ثنائية نووية تحضيراً للاجتماع المقبل بين إيران ومجموعة «5 + 1» على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في منتصف الشهر الحالي.
وضم الوفد الإيراني مساعدي وزير الخارجية عباس عراقجي ومجيد تخت روانجي، فيما ضم الوفد الأميركي نائب وزير الخارجية وليم بيرنز ووكيلة وزارة الخارجية للشؤون السياسية ويندي شيرمان. ويعد هذا الاجتماع الثاني من نوعه بين الوفدين خلال أقل من شهر واحد. وتهدف أعمال الاجتماع التي ستستمر نحو ثلاثة أيام إلى بحث المواضيع الخلافية ومعالجتها لتقريب وجهات النظر، بغية التوصل إلى اتفاق شامل بشأن برنامج طهران النووي.
وكان عراقجي قد قال في حديث متلفز أجراه أول من أمس بعد محادثات مع مسؤولين فرنسيين في باريس «أعتقد أننا ما زلنا في وضع لا يتيح لنا الحكم على ما إذا كان بالإمكان التوصل إلى اتفاق قبل مهلة 24 تشرين الثاني، لكننا نبذل قصارى جهدنا ومفعمون بالأمل ومتفائلون». وقال إن «الأنباء الطيبة هي أن الجانبين جادان بدرجة تكفي للتوصل إلى اتفاق بحلول المهلة».
جدير بالذكر أن من المفترض أن تجرى مفاوضات بين الأوروبيين وإيران في العاصمة النمسوية فيينا في 11 أيلول الجاري.
(فارس، أ ف ب، رويترز)