في الوقت الذي ارتفعت فيه حدّة اللهجة الاتهامية بين كل من الرئيس الأوكراني ووزير دفاعه من جهة، والرئيس الروسي ووزير خارجيته من جهة أخرى، شهدت الساحة الميدانية تطوراً جديداً مع إعلان الجيش الأوكراني، أمس، أن قواته انسحبت من مطار لوغانسك الرئيسي في شرق البلاد، بعدما صدر لها الأمر بذلك.
واتهم الرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو، موسكو بشن «عدوان مباشر وعلني» على بلاده، فيما حذّر وزير دفاعه فاليري جيلاتي من «حرب كبرى»، قال إنها اندلعت مع روسيا حول مستقبل بلاده، ما قد يؤدي إلى مقتل عشرات الآلاف. وكتب على صفحته عبر موقع «فايسبوك»، أن «حرباً كبرى تقف أمام عتباتنا لم تر أوروبا مثيلاً لها منذ الحرب العالمية الثانية. للأسف، إن الخسائر في حرب كهذه ستقاس ليس بالمئات، بل بالآلاف وعشرات الآلاف».
من جهته، قال بيترو بوروشينكو، في كلمة في الأكاديمية العسكرية في كييف، إن تدخل روسيا المباشر في الحرب في شرق أوكرانيا أسهم في قلب ميزان القوة في أرض المعركة، وكان السبب الرئيسي في الانتكاسات الأخيرة، مضيفاً أن «عدواناً علنياً ومباشراً يشن على أوكرانيا من دولة مجاورة غير الوضع في منطقة الصراع جذرياً».
وفي مقابل ذلك، ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باللائمة على المسؤولين في كييف، لرفضهم الدخول في محادثات سياسية مباشرة مع الانفصاليين في شرق أوكرانيا.
ونقلت وكالة «ايتار تاس» للأنباء عن بوتين قوله للصحافيين، إن «القيادة الحالية في كييف لا تريد حواراً بنّاءً مع شرق بلادها».
وأضاف أن الانفصاليين يحاولون التصدي للقوات الأوكرانية التي تطبق على مواقعهم، مشيراً إلى أن القوات تستهدف المدنيين.
وقال بوتين إن «هدف المقاتلين صدّ هذه القوات المسلّحة ومدفعيتها لمنعها من قصف المناطق السكنية».
وأمل الرئيس الروسي في الوقت ذاته أن يتحلى الغرب «بالمنطق»، في ما يتعلق بإمكانية فرض عقوبات إضافية على بلاده.
وأضاف: «أتمنى أن يسود المنطق، وسنعمل بطريقة عصرية عادية حتى لا نتحمل نحن ولا شركاؤنا تكاليف هذه اللكمات المتبادلة».
بدوره، أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف، أنه في حال فرض عقوبات جديدة «سنتحرك بداية انطلاقاً من مصالحنا، حماية اقتصادنا وحماية مجتمعنا وحماية شركاتنا، وفي الوقت ذاته نستخلص الدروس من تحركات شركائنا».
لكن لافروف شدّد في الوقت ذاته على أنه «لن يكون هناك تدخل عسكري. نحن نؤيد حلاً سلمياً لهذه الأزمة البالغة الصعوبة».
وأضاف أن «كل ما نفعله يستهدف الترويج للمسار السياسي. لكن للأسف الشديد، إن زملاءنا الغربيين لا يرون الواقع، في رأيي، وكل شيء تعلنه السلطات الحالية في كييف أو تفعله يحظى بتأييد الغرب».
وفي سياق ردود الفعل على العقوبات الغربية على روسيا، برز أمس إقرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بأن تفعيل المزيد من العقوبات الاقتصادية، قد يضر بالاقتصاد الألماني، فيما عارضت الصين هذه الإجراءات، مشيرة إلى أن سعي الاتحاد الأوروبي لفرض المزيد من العقوبات سيعقّد الأزمة فقط. وفي هذا الوقت، أعلن رئيس وزراء أوستراليا طوني أبوت، فرض بلاده عقوبات إضافية على موسكو، التي اتهمها بانتهاك سيادة أوكرانيا بنحو متعمد وصريح.
وقال أبوت، في كلمة أمام البرلمان الأوسترالي، إن العقوبات الجديدة ستشمل وقف تصدير أسلحة جديدة إلى روسيا، ومنع المصارف الحكومية الروسية من دخول الأسواق الأسترالية، مشيراً إلى أن بلاده لن تقوم بأي أنشطة تجارية أو استثمارية جديدة في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا إلى أراضيها.
ميدانياً، قال المتحدث باسم الجيش الأوكراني أندرى ليسينكو، للصحافيين، إنه «في اتجاه لوغانسك، تلقت القوات الأوكرانية أمراً وانسحبت من المطار»، مضيفاً أن سبعة جنود أوكرانيين قتلوا، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وعلى خط مواز، يواصل خفر السواحل في أوكرانيا البحث عن بحارين فُقدا، بعد غرق زورق دورية في بحر آزوف، جراء قصف مدفعي من انفصاليين موالين لروسيا.
(رويترز، أ ف ب، الأناضول)