في ختام المحادثات التي جرت في العاصمة البيلاروسية مينسك، وصفت كييف نتائجها بـ«الخطوة الأولى في طريق البحث عن تفاهم» لتسوية النزاع المسلح في أوكرانيا. وفي تصريح صحافي أمس، اعترف مسؤول الإعلام في وزارة الخارجية الأوكرانية يفغيني بيريبينيس، بأن المحادثات في مينسك كانت «غير سهلة»، مضيفاً أن المشاركين في اللقاء أيّدوا المنطق العام لخطة الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، لإحلال السلام في جنوب شرق البلاد، الأمر الذي «يبعث على تفاؤل حذر»، بشأن تحقيق هذه الخطة على الصعيد العملي.

واتفقت الأطراف على إعداد خطة لوقف إطلاق النار في المنطقة، وعلى استئناف نشاطات مجموعة الاتصال بمشاركة أوكرانيا وروسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
من جهته، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن موسكو ستفعل ما في وسعها لدعم التسوية السلمية في أوكرانيا، مشدداً على ضرورة إطلاق المفاوضات في أسرع وقت ممكن.
وأوضح: «لا نستطيع الحديث عن أي شروط لوقف إطلاق النار أو أي اتفاقات محتملة بين كييف ولوغانسك ودونيتسك، ذلك أمر لا يعنينا ويخص أوكرانيا نفسها. نستطيع فقط أن نسهم في خلق أجواء ثقة عبر عملية تفاوض محتملة، وهي برأيي ضرورية جداً»، مضيفاً «جرى التوصل إلى اتفاق على ضرورة استئناف عمل مجموعة الاتصال بأسرع وقت ممكن»، مؤكداً أن روسيا ستفعل كل ما بوسعها من أجل تحقيق ذلك.
وقال بوتين للصحافيين إن لقاءه مع نظيره الأوكراني تناول كل جوانب العلاقات الروسية الأوكرانية، بما في ذلك التعاون الاقتصادي والوضع في جنوب شرق أوكرانيا وضرورة وقف إراقة الدماء هناك في أسرع وقت، وكذلك ضرورة تسوية كافة القضايا سياسياً.
من جانبه، أعلن بوروشينكو أن موسكو وكييف ستجريان مشاورات على مستوى مسؤولي حرس الحدود وهيئة الأركان لتسوية الوضع في شرق أوكرانيا.
وفي ختام زيارته إلى مينسك، قال بوروشينكو أمس: «لقد اتفقنا على أن تبدأ هذه المشاورات فوراً» بين حرس حدود البلدين، بهدف ضمان إعادة المنطقة الحدودية بين أوكرانيا وروسيا تحت السيطرة.
من جانب آخر، وقّع بوروشينكو أمس، مرسوماً بحل البرلمان وتحديد 26 تشرين الأول المقبل موعداً للانتخابات البرلمانية.
وفي هذا السياق، طرأت تغييرات ملموسة على قيادة حزب «باتكيفشينا» (الوطن)، أحد أبرز أحزاب المعارضة في عهد الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، إذ انسحب منه اثنان من قادته هما رئيس الوزراء أرسيني ياتسينيوك، ورئيس البرلمان ألكسندر تورتشينوف.
إلى ذلك، تحدّث الجيش الأوكراني أمس، عن تقدم رتل من المدرعات الروسية في جنوب شرق أوكرانيا، حيث فُتحت جبهة جديدة الإثنين.
وقال المكتب الإعلامي للعملية في شرق البلاد في بيان، «لدينا معلومات عن تقدم لرتل يتألف من مئة آلية بينها دبابات ومدرعات وقاذفات صواريخ غراد متعددة الفوهات، على الطريق بين ستاروبيشيفي وتيلمانوفي».
وأضاف أن هذا الرتل متوجه إلى بلدة تيلمانوفي، التي تبعد نحو عشرين كيلومتراً عن الحدود الروسية، وحوالى ثمانين كيلومتراً جنوب دونيتسك، معقل الانفصاليين.
(الأخبار، أ ف ب)