في كشف قد يغضب الدول الغربية التي تحاول دفع طهران نحو تقليص أنشطة برنامجها النووي، قال مسؤول إيراني رفيع المستوى، أمس، إن بلاده أجرت اختبارات «ميكانيكية» على جهاز جديد متطور لتخصيب اليورانيوم. وذكر رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، أن «تصنيع وإنتاج أجهزة طرد مركزي جديدة حق لنا»، مضيفاً أن إيران أجرت تجارب على أحدث جيل من أجهزة الطرد المركزي (آي.آر-8)، «لكنها لم تغذه بعد بغاز اليورانيوم».
وفي تعليق على سؤال بشأن إمكانية مراجعة المسؤولين الغربيين في ما فعلته طهران، قال صالحي: «استناداً إلى اتفاق جنيف، فإن البحث والتطوير لا حد له»، مضيفاً: «أُجريت الاختبارات الميكانيكية (على جهاز آي.آر-8) لكن لم نضخ غاز اليورانيوم بعد»، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تحتاج إلى إذن من الرئيس حسن روحاني.
على صعيد متصل، بدأت إيران تعديل قلب مفاعل آراك للمياه الثقيلة من أجل الحد من إنتاج مادة البلوتونيوم التي يمكن أن تُستخدم لإنتاج السلاح الذري، كما نقلت أمس وكالة الأنباء الإيرانية الطلابية عن صالحي. وأوضح صالحي أن التعديلات تُجرى «لتبديد قلق بعض الدول الغربية»، مضيفاً أن «المسؤولين في وزارة الخارجية أُبلغوا بالتفاصيل التقنية لهذه التعديلات».
في سياق آخر، أكد مساعد رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للشؤون الإعلامية، العميد مسعود جزائري، أن إيران لن تكتفي بإسقاط الطائرة من دون طيار الإسرائيلية في أراضيها، «بل سترد على ذلك في عمق الأراضي المحتلة».

أشاد خامنئي
بسيطرة الحكومة
على التضخم وتثبيتها سعر العملة
جزائري بيّن أن المدى العملاني للطائرة الإسرائيلية من دون طيار لا يسمح بإرسالها مباشرة من قلب إسرائيل، لذلك جرى التقدير على أنها أُرسلت من إحدى دول المنطقة، منبهاً إلى أن بلاده بانتظار أن تتخذ تلك الدولة التي تعاونت مع إسرائيل لإرسال الطائرة إجراءات تعويضية حيال هذا التعاون، «وإلا فستكشف هوية تلك الدولة». واكتفى العميد جزائري بالإشارة إلى أن الطائرة أُرسلت من إحدى دول المنطقة الواقعة شمال الجمهورية الإسلامية، «وكانت من ضمن الاتحاد السوفياتي السابق».
تعليقاً على انتهاء الحرب في غزة، أكد نائب القائد العام للحرس الثوري، العميد حسين سلامي، أن إيران «تمكّنت من مد جبهة المواجهة ضد القوى الكبرى إلى شرق البحر المتوسط، وإدارة المعركة هناك أيضاً». وأشار سلامي إلى أن «حزب الله المتبلور على أساس المبادئ الفكرية للثورة الإسلامية فرض هزيمة تاريخية على كيان منبثق من الفكر الأوروبي والأميركي»، مؤكداً أن «ثورتنا تمكنت من عرض قوة الإيمان في حروب الـ33 و الـ 22 والـ 8 أيام، والحرب الأخيرة التي انتهت أول من أمس بانتصار مقاومة الشعب الفلسطيني».
إلى ذلك، دعا المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، السيد علي الخامنئي، المسؤولين في البلاد إلى تعزيز الروح الثورية والاعتماد على الطاقات الذاتية والإنتاج الداخلي «والتنفيذ الدقيق لسياسات الاقتصاد المقاوم»، ودعا إلى اتخاذ مواقف صريحة تجاه القضايا الإقليمية والعالمية «خاصةً تدخلات الولايات المتحدة».
وبعد أن تحدث خامنئي عن «صون الانسجام الداخلي للحكومة ورعاية الخطوط الحمر والهدوء تجاه الانتقادات المنصفة»، رأى أن إرساء الهدوء النفسي في المجتمع، والسيطرة على التضخم وتثبيت سعر العملة وتنفيذ مشروع نظام الصحة والسلامة، من الإجراءات القيّمة والجيدة للحكومة الحادية عشرة خلال العام الأخير». وأشاد بتقرير رئيس الجمهورية عن أداء الحكومة، مضيفاً أنه ينبغي تقديم أداء الحكومة إلى الرأي العام «ليطّلع الشعب على الإجراءات المتخذة»، وكذلك الأعمال والبرامج المستقبلية، وقال: «بطبيعة الحال، إن أمل الشعب لن يتعزز بتقديم التقرير فقط، بل إنهم يريدون نتائج عملية».
(فارس، أ ف ب)