أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية أمس، إلقاء القبض على عشرة جنود روس دخلوا إلى الأراضي الأوكرانية، ضمن الحملة الأمنية، التي تقودها ضد الحركات الانفصالية شرقي البلاد. وأوضح بيان للوزارة أمس، أن الجنود الذين أُلقي القبض عليهم، على بعد 20 كيلومتراً من الحدود مع روسيا في منطقة دونيتسك، ينتمون إلى القوات المسلحة الروسية. وأضاف البيان بحسب المعلومات التي أدلى بها الجنود خلال التحقيق، أن وحدة عسكرية روسية دخلت إلى أوكرانيا، وتتكون من 350 إلى 400 جندي، مصطحبة معها صواريخ و30 عربة نقل، فضلاً عن 60 عربة عسكرية، ولفت إلى أنهم دخلوا إلى الأراضي الأوكرانية يوم الأحد الفائت.
بدورها، أكدت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، خبر إلقاء القبض على جنودها في أوكرانيا، إلا أنها أوضحت أن اجتيازهم للحدود كان من طريق الخطأ. ونقلت وكالة أنباء «إنترفاكس» عن السلطات الروسية، أن الجنود يخدمون في منطقة محاذية للحدود الأوكرانية، ودخلوا إلى أوكرانيا من طريق الخطأ، في منطقة لا تحوي إشارات حدودية، مشيرةً إلى أن الجنود سلّموا أنفسهم دون أي مقاومة. في غضون ذلك، أوضح المتحدث باسم مجلس الأمن والدفاع الأوكراني أندريه ليسينكو، أن عمليات التحرش من قبل الجيش الروسي زادت على خط الحدود الجنوبي والشرقي في منطقة دونيتسك شرقي البلاد، مع تواصل عمليات مكافحة الإرهاب ضد الانفصاليين هناك.

بوتين: سنضطر
إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية سوقنا

من جهته، أعلن البيت الأبيض مساء أول من أمس، أن «التوغلات العسكرية» التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا، تشكّل «تصعيداً خطراً»، وذلك بعد أن أعلنت كييف اعتقال جنود روس على أراضيها.
وقالت مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس، في تغريدة على موقع «تويتر»، إن «التوغلات العسكرية لروسيا في أوكرانيا تمثّل تصعيداً خطيراً»، مضيفةً أن «التوغلات المتكررة من قبل روسيا في أوكرانيا غير مقبولة، وهي خطيرة ومثيرة».
في هذا الوقت، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من العاصمة البيلاروسية مينسك، أمس، أنه لا يمكن حل الأزمة الأوكرانية عسكرياً.
وقال في لقاء جمع بين زعماء دول الاتحاد الجمركي (روسيا وبيلاروسيا وكازاخستان) والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والمفوضة العليا للشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون: «نحن على استعداد لتبادل الآراء حول الأزمة الحادة في أوكرانيا، التي لا يمكن حلها من طريق تصعيد السيناريو العسكري، ومن دون مراعاة مصالح أقاليم جنوب شرق البلاد، ومن دون حوار سلمي مع ممثليها».
وأضاف قائلاً إن الاقتصاد الروسي قد يخسر نحو مئة مليار روبل (2.77 مليار دولار)، إذا وصلت بضائع من الاتحاد الأوروبي إلى روسيا عبر أوكرانيا، متفاديةً التعريفات الجمركية التي تفرضها روسيا على بضائع الاتحاد.
وتابع بوتين: «لا يمكن أن تقف روسيا مكتوفة الأيدي في موقف كهذا، وسنضطر ببساطة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية سوقنا».
من جانبه أكد بوروشينكو أن هدف زيارته لمينسك هو وقف إراقة الدماء في شرق أوكرانيا وبدء عملية البحث عن حلول وسط.
وقال بعد أن تصافح مع بوتين قبيل بدء هذه المحادثات: «إن مصير العالم وأوروبا سيتقرر أثناء هذا اللقاء في مينسك. هذا ما أراه».
إلى ذلك، قالت كاثرين آشتون أمس، إن مهمتها في المحادثات بشأن الأزمة الأوكرانية هي ضمان قدرة أوكرانيا على حماية سلامة أراضيها.
وقالت آشتون إنها أرادت «محاولة دعم الشعب الأوكراني ليحقق السلام والأمن والتأكد من قدرته على الحفاظ على سلامة أراضيه وضمان مستقبل ينطوي على مقومات اقتصادية قوية، وعلى علاقات جيدة ومتزايدة مع الدول المجاورة».
(الأخبار، أ ف ب)