تواصلت تداعيات إسقاط طائرة التجسس الاسرائيلية بالقرب من منشأة ناتنز النووية، حيث أعلنت طهران أمس أنها ستردّ على أي عدوان «ردّاً ساحقاً مدمراً»، بعدما كشفت عن أن الطائرة التي أسقطتها وحدات الدفاع الجوي في الحرس الثوري الإيراني هي من نوع «هرمس» ومصنّعة في إسرائيل.
في هذا الوقت، وفي خطوةٍ دبلوماسية لافتة، ذكرت وسائل إعلام إيرانية وسعودية أن مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان غادر البلاد متوجهاً إلى الرياض، حيث من المقرر أن يصل اليوم، في أول زيارة رسمية للسعودية منذ انتخاب الرئيس حسن روحاني عام 2013. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية إن من المقرر أن يلتقي عبد اللهيان بوزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في الرياض «لبحث قضايا ذات اهتمام مشترك».

يزور عبداللهيان
الرياض اليوم
للقاء وزير الخارجية سعود الفيصل

وفي شأن طائرة التجسس الإسرائيلية التي أسقطها الحرس الثوري الإيراني أول من أمس وسط البلاد، أكد وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان أن إيران ستردّ رداً ساحقاً على أي عدوان من أي قوة أجنبية كانت. وأشار دهقان في مقابلةٍ مع التلفزيون الإيراني، أول من أمس، بشأن الطائرة من دون طيار الإسرائيلية التي أسقطتها وحدات الدفاع الجوي في الحرس الثوري قرب منشأة ناتنز النووية، إلى أنه نظراً إلى مكان سقوط الطائرة فإن هدفها واضح، فإسرائيل وكذلك أميركا تقومان بتعريف هدف لهما لتقولا إنهما ستكونان موجودتين في أجواء بلدٍ ما متى ما أرادتا ذلك، مضيفاً أنه عمل تجسسي، وهي قضية تأتي في هذا الإطار. وأكد دهقان أن لوزارة الدفاع هدفين رئيسين «علينا بذل الجهد لرفع مستوى القدرة على التصميم والإنتاج، وأن يتم هذا الأمر في ظلّ استثمار الطاقات الوطنية والعمل كذلك على خفض اعتمادنا على الخارج.
وأضاف أن إيران ستردّ على أي عدوان مهما كانت الظروف، وأن المعتدين سيتلقون بالتأكيد رداً ساحقاً ومدمراً، مؤكداً أن إيران تنفذ ما تقول. وأوضح دهقان أنه سيتمّ بالتأكيد تحليل ودراسة الأجزاء المتبقية للطائرة، مضيفاً أنه سيتم الوصول إلى المعلومات إذا كانت موجودة في كومبيوتر الطائرة.
من جهة أخرى، أعلن دهقان أنه سيجري اختبار صاروخ «صياد 3» قريباً، مؤكداً أنه سيتم خلال العام المقبل زيادة مدى صاروخ كروز البحري «قدير»، الذي أعلن عنه أول من أمس، إلى الضعف.
في السياق نفسه، أعلن قائد القوة الجوفضائية العميد أمير علي حاجي زادة أن الطائرة من دون طيار الإسرائيلية التي أسقطت في الأجواء الإيرانية أول من أمس هي من نوع هرمس ومجهزة بكاميرتين تلتقطان الصور بجودة عالية.
وقال العميد حاجي زادة أمس إن هذه الطائرة هي من نوع هرمس ومصنّعة في إسرائيل، مضيفاً أنها تنفّذ عملياتها في نطاق يبلغ 800 كلم، وبإمكانها التحليق لمسافة 1600 كلم عبر التزوّد بالوقود مرةً واحدة. وأكد العميد حاجي زادة أنه نظراً إلى كمية الوقود الكبيرة في هذه الطائرة وإصابتها بصاروخ، فقد اشتعلت النيران فيها ومن ثم تحطمت.
وأعلن حاجي زادة أنه تم العثور على بعض الأجزاء السليمة من الطائرة حيث يجري الآن تحليلها ودراستها، مؤكداً أنه لم تكن هنالك معلومات قبل الآن حول هذا النوع من الطائرات من دون طيار، وكان هنالك فقط نموذج لها قد أُسقط في سوريا، إلا أن النوع الذي أسقط في إيران أخيراً أكثر تطوراً.
من جهةٍ أخرى، أعلن رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن إيران تعكف على استكمال التدابير المتعلقة بالشفافية في بحوثها النووية، بحسب ما تم الاتفاق عليه مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك يوم انتهاء الموعد النهائي لتقديم إيران الردود على عدد من الأسئلة في هذا الشأن.
كذلك أكد صالحي أن إيران تشكّك في جميع الأجهزة المشتراة في هذا المجال من الخارج وتقوم باختبارها ميكانيكياً وإلكترونياً، معتبراً أن بعض الدول الشرقية قد خدعت وشاركت الغرب في ممارسة التخريب الصناعي في إيران.
وقال صالحي أمس، على هامش افتتاح معرض مواجهة التخريب الصناعي في منظمة الطاقة الذرية الايرانية، إن الطرف الآخر وأعداء إيران سعوا عبر أساليب التهديد والحظر والاغتيال لوقف مسيرة الطاقة النووية السلمية الإيرانية، «لكنهم لم يستطيعوا فعل شيء».
وأشار مساعد رئيس الجمهورية إلى أن بلاده تبتاع اضطراراً بعض القطع من الدول الشرقية النامية، آسفاً لكون هذه الدول «تسعى للتخريب في الصناعة النووية الايرانية»، واستغرب صالحي هذا التصرف من جانب الدول الشرقية، معتبراً أنها «خُدعت بإجراءات الغرب». وأعرب صالحي عن الأمل بالمصادقة على معاهدة جديدة تقضي بمنع التخريب في الصناعة النووية، وهو مقترح طرحته إيران.
(فارس، رويترز)