اعترفت القوات الحكومية الأوكرانية أمس بأن الانفصاليين قتلوا 10 جنود مظليين على الأقل في كمين ليل أول من أمس، في شرق أوكرانيا حيث أُسقطت طائرة ركاب ماليزية في الأسبوع الماضي. وقال الانفصاليون إنهم «حققوا مكاسب جيدة»، وأجبروا القوات الحكومية على التراجع إلى المناطق المحيطة ببلدة شاختارسك، حيث تعرّضت وحدة من المظليين كانت تنتقل من قاعدة عسكرية إلى أخرى، لنيران قذائف المورتر والمدفعية.
واستعر القتال حول شاختارسك لأيام عديدة، بينما كان الجيش الأوكراني يحاول قمع الحركة الانفصالية.
وقالت «عملية مكافحة الإرهاب» على صفحتها بموقع فيسبوك، «لقد تعرضت قواتنا لكمين، وقُتل عشرة جنود». وفي أعمال عنف أخرى، قالت سلطات مدينة لوغانسك إن خمسة مدنيين قُتلوا وجرح تسعة آخرون في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة.
من جهة أخرى، وعلى الرغم من المعارك التي تجتاح شرق أوكرانيا، حدد الانفصاليون مهلة شهرين لبناء نظام مصرفي مستقل لـ«جمهورية دونيتسك» المعلنة من طرف واحد، وحتى إصدار عملة خاصة بها.
وأكد المكلّف جباية الضرائب والخزانة والنظام المصرفي لدى الانفصاليين، ماكسيم إيفانوف، أن العملة «ستُدعى الروبل. نحن في أرض سلافية، والسلاف استخدموا على الدوام الروبل».
وأنشأت الحكومة التي ألّفها الانفصاليون «مصرفاً شعبياً» مكلّفاً مهمة صعبة، تقضي بوضع إطار مالي محلي، هو نوع من مصرف مركزي لدولة صغيرة. وبات الانفصاليون منعزلين في بعض المعاقل، وبينها دونيتسك ولوغانسك، وجزء من المنطقة التي تفصل هاتين المدينتين القريبتين من الحدود الروسية. وهذه المؤسسة الناشئة لها مقر في مبنى الفرع المحلي للبنك الوطني الأوكراني المهجور، منذ أن سيطر الانفصاليون على المدينة. وأكد الانفصاليون أن فريقاً من «الخبراء» يعمل في المبنى الواقع وسط منطقة حربية.
وأعلن إيفانوف أنه يعمل مع فريق من نحو ثلاثين شخصاً، بينهم سكان مؤهلون من المنطقة، إضافة إلى متخصصين أتوا من روسيا وكازاخستان. في هذا الوقت، قال المبعوث الروسي إلى الاتحاد الأوروبي أمس، إن العقوبات الغربية على روسيا لن تساعد على نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا.
ونقلت وكالة «ايتار تاس» الروسية الحكومية للأنباء عن المسؤول قوله «هذه العقوبات لن تساعد على التوصل إلى الهدف الرئيسي، وهو نزع فتيل الموقف في أوكرانيا، وحل الأزمة السياسية الداخلية الأوكرانية».
إلى ذلك، بدأ خبراء هولنديون وأستراليون عملية البحث عن الجثث في مكان سقوط طائرة «بوينغ-777» الماليزية. وأفادت وزارة الأمن والعدل الهولندية أمس، بأن «حوالى 70 خبيراً وصلوا إلى منطقة الكارثة الجوية، وبدأوا أعمال البحث في عدة أماكن في آن واحد».
(الأخبار، أ ف ب)