في الوقت الذي بدأ فيه الحديث عن تأليف لجنة دولية للتحقيق في حادثة استهداف الطائرة الماليزية الأسبوع الفائت، كثفت الدول الأوروبية جهودها من أجل الخروج بحزمة عقوبات جديدة ضد موسكو، فيما أعلنت كييف للمرة الثالثة، التعبئة الجزئية للقوات المسلحة، تحسباً لأي طارئ.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن موسكو ستفعل ما بوسعها وستستخدم نفوذها لدى الانفصاليين، للمساعدة على التحقيق حول حادث تحطم الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا، ودعا كييف إلى وقف المعارك.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن بوتين قوله خلال اجتماع مجلس الأمن الروسي، إن «روسيا ستفعل ما بوسعها من أجل تحقيق شامل ودقيق وشفاف بمشاركة كافة الأطراف».

دعا شتاينماير إلى
فرض عقوبات أوروبية أقسى على روسيا

وتحدّث عن هجوم للدبابات الأوكرانية على مدينة دونيتسك، أهم معاقل الانفصاليين في منطقة دونباس الشرقية. وقال «يجب دعوة السلطات الأوكرانية لاحترام المعايير الأخلاقية الأساسية، وتطبيق وقف إطلاق نار على الأقل أثناء التحقيق».
كذلك، أكدت روسيا استعدادها لتقديم مساعدة «كاملة» للتحقيق في سقوط الطائرة الماليزية، بما في ذلك عبر إرسال خبراء، ورحبت بقرار الأمم المتحدة الذي يطالب بالسماح بالوصول بحرية إلى موقع تحطمها.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نعتقد أن مثل هذه الكارثة يجب أن تُكشف ملابساتها بمشاركة المنظمة الدولية للطيران المدني».
ورحّبت موسكو بقرار مجلس الأمن الدولي، الذي يدين الهجوم على الطائرة، مع المطالبة بتأمين الوصول إلى مكان تحطمها. وقال البيان «بعد مشاورات مكثفة، جرى تبني مشروع يشدد على ضرورة تحقيق دولي مستقل وموضوعي فعلاً، على أساس مبادئ الطيران المدني».
في هذا الوقت، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، إلى فرض عقوبات أوروبية أقسى على روسيا، مشيراً إلى أن الحوار الدبلوماسي لم يكن كافياً للضغط على روسيا بشأن الأزمة الأوكرانية. وقال للصحافيين قبل لقاء وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، «برأيي يجب أن نبقى منفتحين على تهدئة الوضع بكل الوسائل الدبلوماسية والسياسية، ولكن سيكون من الضروري أن تترافق هذه المساعي مع ضغط كبير، مما يعني أيضاً اتخاذ إجراءات أكثر حدة».
كذلك، أعلن وزير الخارجية النمساوي سيباستيان كورتس أن الاتحاد الأوروبي يعدّ عقوبات محددة الأهداف ضد روسيا في مجالي التكنولوجيا والدفاع.
من جانب آخر، قال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاعي الأوكراني أندري باروبي أمس، إن أكثر من أربعين ألف جندي روسي، يحتشدون على الحدود الروسية الأوكرانية مع مئات الأسلحة الثقيلة.
وقال «خلال الأسبوع الماضي، جرت عملية إعادة نشر وتعزيز للقوات»، مصيفاً «حالياً، هناك حوالى 41 ألف عسكري روسي على الحدود مع أوكرانيا في الشمال والشرق والجنوب وفي القرم».
وأوضح أن 150 دبابة و400 مدرعة و500 منظومة للمدفعية الروسية تنتشر حالياً بالقرب من الحدود مقابل دونيتسك، كبرى مدن المنطقة الأوكرانية التي تشهد تمرداً انفصالياً.
إلى ذلك، أقر الرادا الأوكراني (البرلمان) أمس، مشروع مرسوم «التعبئة الجزئية» للقوات المسلحة، الذي رفعه الرئيس بيترو بوروشينكو، وصوّت لمصلحة المشروع 232 نائباً. وينص المرسوم على تنفيذ مرحلة جديدة من التعبئة، هي الثالثة منذ بدء الجيش الأوكراني عمليته العسكرية شرقي البلاد.
وأعلن باروبي في كلمته أن 53 وحدة عسكرية تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، و18 وحدة عسكرية أخرى قد وُضعت في حالة تأهب منذ ربيع العام الجاري.
(الأخبار، أ ف ب)