بدأت مفاعيل وساطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالظهور، حيث تبدأ كابول، اليوم، بعملية تدقيق واسعة في أصوات الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لبتّ نتائجها، وذلك بعد الاتفاق الذي عقده المرشحان الرئاسيان أشرف غني وعبدالله عبدالله برعاية كيري. ويقضي الاتفاق تدقيقاً كاملاً في الأصوات، واعداً بتشكيل «حكومة وحدة وطنية».
وأكد السفير الأميركي في كابول، جيمس كانينغام، أمس، «مخاوف من أن يخرج النزاع عن السيطرة». وأضاف كانينغام أن «سبب تدخلنا السريع كان ردع الراغبين عن سلوك تلك الطريق»، في إشارةٍ إلى تهديد أنصار المرشح عبدالله عبدالله بتأليف «حكومة موازية»، بعد إعلان عبدالله أنه كان ضحية تزوير.
وأوضح مصدر دبلوماسي أن الجميع وافقوا على التدقيق في 8,1 ملايين صوت، وأن «المرشحين فهما الآن أنها الفرصة الوحيدة التي لديهما». وأفادت مصادر دبلوماسية أنه سيتم إنشاء مئة مركز للتدقيق في كابول حيث نقلت صناديق الاقتراع الـ23 ألفاً بمساعدة الجيش الافغاني وقوات الحلف الأطلسي التي أعلنت أنها ستقوم «بدور داعم وستوفر الوسائل الجوية لنقل أربعين في المئة من صناديق الاقتراع».
وستضع الأمم المتحدة مراقباً دولياً لكل مركز، على أن تعين معظمهم سفارات معتمدة في كابول، ويتلقوا دعماً خلال الساعات المقبلة. عملية الفرز الذي يُعتقد أنها «ستنقذ» العملية الانتقالة في أفغانستان، ستستمر ثلاثة أسابيع. وسيتم خلال هذه الفترة التدقيق في بطاقات الانتخاب استناداً إلى اللائحة المرجعية، إضافةً إلى إجراءات لوجستية أخرى.
وأكد المتحدث باسم غني، حميد الله فاروقي، أن الفريقين متفقان على إنشاء منصب تنفيذي للفريق الخاسر، مؤكداً أن المنصب التنفيذي قد يتحول لاحقاً الى منصب «نائب رئيس ثالث ومسؤول تنفيذي أو رئيس وزراء».
على صعيدٍ آخر، وقع تفجير انتحاري وسط سوق شعبي في بلدة آرغون في ولاية باكتيكا شرق البلاد، أدى إلى مقتل 89 شخصاً، وإصابة 50، في حصيلةٍ غير نهائية.
وأكد مدير أمن باكتيكا عبد الرحيك زاي أن معظم القتلى من المدنيين، لوجود مسجد كبير وثانوية قرب السوق المزدحم الذي وقع فيه الانفجار، فيما أشار إلى أن شرطيين فقط قتلا في الانفجار.
وقالت وزارة الدفاع الأفغانية في بيان أمس إن سيارات إسعاف ومروحيات عسكرية توجهت إلى المنطقة لنقل الجرحى إلى المستشفيات.
من جهتها، نفت حركة «طالبان» أن يكون لها أي علاقة بهذا التفجير، مشيرةً على لسان المتحدث باسمها ذبيح الله مجاهد إلى أنه «لا فائدة من مثل هذه التفجيرات».
(أ ف ب، الأناضول)