تتواصل في مقر الأمم المتحدة في فيينا، لليوم السادس على التوالي، الجولة السادسة والأخيرة من المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة دول (5+1)، وفيما تتواصل الاجتماعات الرامية إلى صياغة نص الاتفاق النهائي منذ الجمعة الفائت، جددت طهران التأكيد على عدم التنازل عن حقوقها النووية.
ولعل الكلام الأكثر وضوحا جاء على لسان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، الذي اختار بدقة التوقيت المناسب لفتح النار على مطالب الغرب حول خفض أعداد أجهزة الطرد المركزي، في وقت أكد فيه الرئيس حسن روحاني أن ذرائع الغرب ضد إيران قد أزيلت، وأن أي فشل في المفاوضات الجارية يقع على عاتق استمرار الغرب في سياسة الأطماع.
وعلى الرغم من أن المرشد اعتاد شرح كل القضايا التي يتطرق اليها بالتفاصيل والأرقام، فإن إشارته إلى عدد أجهزة الطرد التي تحتاج إليها إيران في السنوات المقبلة تحمل في ثناياها معاني مختلفة هذه المرّة.
وقال خامنئي إن الولايات المتحدة تتذرع بالقلق من البرنامج النووي الإيراني السلمي، فيما استخدمت هي نفسها القنبلة النووية، إضافة إلى امتلاكها ترسانة تضم آلاف القنابل النووية، مشيراً الى أن هذا التذرع «بعيد عن الصواب والمنطق».
وأكد خامنئي، في كلمة ألقاها أمام حشد من المسؤولين في البلاد، أن الطرف المقابل يرمي إلى تحديد طاقة تخصيب اليورانيوم في البلاد وتقييدها، موضحاً أن منح ضمانات في موضوع عدم إنتاج أسلحة نووية يجري عبر طرق وأجهزة معينة فقط. وأشار خامنئي إلى مسألة عدد أجهزة الطرد المركزي، قائلاً إن هدف الغرب «هو أن نقبل 10 آلاف من وحدات عمليات الفصل التي تساوي 10 آلاف جهاز طرد مركزي من النوع القديم، وهو لدينا بالفعل»، مضيفاً أن إيران بحاجة إلى زيادة هذه الأجهزة حتى 190 ألف وحدة فصل، «ربما لسنا بحاجة لذلك هذا العام أو خلال عامين أو خمسة أعوام، لكن هذه هي حاجة البلاد المطلقة». ولفت إلى أن الدول المفاوضة «بدأت تساوم على 500 وحدة فصل، ثم 1000 وحدة لتخصيب اليورانيوم، وهم الآن يحاولون إقناعنا بقبول 10 آلاف وحدة». وكان روحاني قد اعلن في وقت سابق أن «سياسة التخويف من إيران قد انهارت تماماً»، وذلك في سياق اعتماد الحكومة على الخطوط العريضة التي أعلنها المرشد الأعلى للجمهورية.
وأكد روحاني، في كلمته بحضور خامنئي، أن الرأي العام العالمي «أدرك أن إيران تمارس نشاطاتها النووية لأغراض سلمية وبصورة شفافة»، وما يبرهن ذلك أن صنع الذرائع ضد إيران قد أزيل تماماً، مشدداً أن أي قوة لا تستطيع فرض حظر غير قانوني على الشعب الإيراني بذريعة مكافحة انتشار أسلحة الدمار الشامل. وأمل روحاني أن يدرك الطرف الآخر أنه كان قد سلك سابقاً طريقاً مسدوداً، مؤكداً أن الاستراتيجية الإيرانية تقوم على مبدأ ربح -ربح. وأضاف أنه إذا استمر الغرب في سياسة الأطماع، فسيدرك العالم أن مسؤولية الانهيار المحتمل للمفاوضات «تقع على عاتق من يعتمد هذه السياسة».
وبالنسبة إلى أجواء المفاوضات المستمرة في فيينا، وصف مستشار وزارة الخارجية الإيرانية محمد علي حسيني أجواء المفاوضات النووية الجارية بالـ «جادّة وصريحة». وأكد حسيني أن جميع أعضاء الفريق الإيراني المفاوض «يسعون بكل قدراتهم وتخصصاتهم إلى البحث عن حلّ مبدئي ومنطقي يضمن مصالح البلاد الوطنية، وحقوقها النووية»، مؤكداً أهمية استمرار المفاوضات للوصول إلى الاتفاق الشامل. إلى ذلك، استؤنفت أمس، اجتماعات مساعدَي وزیر الخارجیة الایراني عباس عراقجي ومجید تخت روانجي مع مساعدي الممثلة العليا للسیاسة الخارجیة فی الاتحاد الأوروبي هلیغا اشمیت واستفان کلمنت لصیاغة مسودة نص الاتفاق، وكانت هذه اللقاءات المكثفة قد بدأت منذ الجمعة الفائت.
(فارس، أ ف ب)