خلال زيارته الهادفة إلى تعزيز التعاون العسكري مع دول شرق أوروبا، وإيصال رسالة واضحة إلى روسيا مفادها أن الولايات المتحدة لن تترك المنطقة لمصيرها في مواجهة «خطر التمدد الروسي»، دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما موسكو أمس، إلى الضغط على الانفصاليين لوقف هجماتهم على القوات الحكومية في شرق أوكرانيا، ومنع تدفق المقاتلين والأسلحة على تلك المنطقة.وجاءت دعوة أوباما في مؤتمر صحافي في بولندا، حيث حذّر كذلك من أي «استفزازات» روسية إضافية في أوكرانيا، يمكن أن تدفع إلى زيادة العقوبات الاقتصادية على موسكو.

وأضاف: «إن أية استفزازات روسية إضافية، ستواجَه بدفع روسيا ثمناً أكبر بما في ذلك، وعند الضرورة، فرض عقوبات إضافية عليها».
وشدد أوباما على أن حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يجب أن تقنع الانفصاليين «بوقف هجماتهم على قوات الأمن الأوكرانية».
من جهة أخرى، بدأ وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمالي الأطلسي أمس، أول اجتماع لهم منذ تفاقم الأزمة الأوكرانية. وأكد الأمين العام للحلف أندرس فوغ راسموسن، للصحافيين في افتتاح الاجتماع الذي يستغرق يومين، ضرورة جعل الحلف أكثر مرونة وقدرة وسرعة، مضيفاً أن الحلف ينظر في خطة لرفع جاهزية قواته المسلحة وتحسين قدراته على التصدي للأخطار الناشئة. وتابع أن الأزمة في أوكرانيا زادت من أهمية إعداد هذه الخطة، وجعلته أمراً ملحاً. وقال مسؤولون في «الأطلسي» إن وزراء الدفاع سيبحثون خلال الاجتماع عدداً من الخيارات لتقديم ردود طويلة المدى، على انضمام جمهورية القرم إلى روسيا، منها تكثيف جدول التدريبات العسكرية ونشر أجهزة عسكرية وقوات إضافية في أراضي جيران روسيا الأعضاء في الحلف.
كذلك، أعلن الحلف أن روسيا سحبت معظم جنودها البالغ عددهم نحو أربعين ألفاً من الحدود مع أوكرانيا، موضحاً أن الجنود الباقين يستعدون للرحيل.

كشف راسموسن
أن «الأطلسي»
يدرس خطة لرفع
جاهزية قواته
وقال مسؤول في الحلف: «بقي بضعة آلاف في المنطقة، لكن معظم الوحدات تستعد للانسحاب على ما يبدو».
ودعا راسموسن موسكو إلى إنجاز «الانسحاب الكامل» للقوات، مشيراً إلى أن ذلك سيشكل «مرحلة أولى مهمة جداً» على طريق خفض التوتر.
من جانب آخر، أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس، عشية قمة مجموعة السبع في بروكسل، أن تعليق مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مجموعة الثماني التي أصبحت مجموعة السبع، لضمه القرم، أمر طبيعي لكنه ليس «بالضرورة» نهائياً.
وقال الوزير الفرنسي إنه سيحضر السبت مراسيم تنصيب الرئيس الأوكراني الجديد بيترو بوروتشنكو في كييف، مضيفاً: «في فرنسا لدينا منذ عقود تقليد بالحفاظ على نوع من التوافق مع روسيا، لكن عندما يضم بلد بلداً آخر، فهذا أمر لا يمكن قبوله دولياً». وتابع فابيوس: «كان طبيعياً أن ترد دول مجموعة السبع بقوة على ضم القرم، وهذا ما فعلناه وكنا على صواب». وأضاف أن «ذلك لا يعني أنه ليس هناك أي علاقة مع بوتين، إنه مدعو إلى الاحتفالات بذكرى الإنزال، وهذا طبيعي في السياق التاريخي، وسيلتقي الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الرئيس بوتين والرئيس أوباما وكذلك الرئيس بوروتشنكو».
في هذا الوقت، أعلن رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي أليكسي بوشكوف، أن الوفد الروسي سيقاطع جلسات الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا حتى رفع العقوبات المفروضة عليه.
وقال بوشكوف أمس، إن الوفد الروسي أبلغ الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا بهذا القرار في 26 أيار، مشيراً إلى أن الجمعية تبنت موقفاً أحادي الجانب وغير مقبول بشأن الأزمة الأوكرانية، وهي تدعم سلطات كييف وتحمّل روسيا المسؤولية عن كل مشاكل أوكرانيا. وأكد بوشكوف أن مشاركة الوفد الروسي في جلسات الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في ظل العقوبات، لا تتناسب مع وضع روسيا كأكبر بلد من أعضاء مجلس أوروبا، وكذلك أكبر ممولي هذه المنظمة. وقال إن محاولة عزل روسيا هي أسوأ ما يمكن أن تقوم به الجمعية البرلمانية لأنها بذلك تخاطر بعزل نفسها عن روسيا.
في المقابل، رأى رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك أمس، أن قطع الغاز الروسي عن أوكرانيا الذي من شأنه أن يهدد إمدادات أوروبا «لا يزال وارداً»، معرباً في الوقت نفسه عن أمله في التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية الأسبوع.
وقال ياتسينيوك أمام البرلمان إن «روسيا ستشن الحرب على أوكرانيا عبر كل الوسائل، بما يشمل سلاح الغاز». وأضاف: «نأمل إنهاء المفاوضات مع غازبروم خلال هذا الأسبوع».
إلى ذلك، لقي 7 أشخاص مصرعهم وجرح 8 آخرون في قصف للجيش الأوكراني على مبنى حكومي يسيطر عليه الانفصاليون، في منطقة لوغانسك شرق أوكرانيا.
وأفاد رئيس قسم منطقة لوغانسك في وزراة الصحة الأوكرانية بافيل ماليش، بوجود مدنيين من بين القتلى، مشيراً إلى أن بعض الجرحى في حالة حرجة.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)