يسود الهدوء الديبلوماسي الساحة الأوكرانية في الفترة الأخيرة، حيث خفّت وتيرة التهديد بالعقوبات المتبادلة بين واشنطن وموسكو، فاتحةً المجال أمام خطابات التهدئة التي استغلها الأميركيون كي يقروا ويشيدوا بانسحاب القوات الروسية عن الحدود الأوكرانية، في خطوة قد تترك صدىً لدى الجانب الروسي.
وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، عن قلقه إزاء استمرار العملية القمعية التي تجريها سلطات كييف في جنوب شرق أوكرانيا. وجاء في بيان للكرملين صدر بعد المكالمة أمس، أن الرئيس بوتين أعرب كذلك عن الأمل بأن توقف القيادة الأوكرانية الجديدة استخدام القوة ضد المدنيين، وتبدأ بإقامة حوار مباشر مع ممثلي الأقاليم.
من جهته، قارن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس، الأزمة في أوكرانيا بالأزمات في أفريقيا والشرق الأوسط وجدد دعوته للحوار دون شروط مسبقة.

وصف هاغل
انسحاب الجيش الروسي بـالتطور الإيجابي

وأدلى لافروف بهذه التصريحات في اجتماع مع نظيره السلوفيني كارل أرجافيك في موسكو، قائلاً: «الآن الأزمات الأصعب التي تطورت بشكل محزن، والتي بدأت باعتبارها ضغوطاً من أجل تغيير النظام، أصبحت تتصدر المشهد العالمي في شمال أفريقيا والشرق الأوسط والعراق وليبيا. وفي أوكرانيا كذلك الأسباب هي نفسها فعلياً. لكن على أي حال، يتعين علينا إيجاد سبل لحلها والشيء الأساسي أن ينبذ الجميع العنف لبدء حوار جاد دون شروط مسبقة».
في هذا الوقت، كشف مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية أن الجيش الروسي سحب جزءاً كبيراً من قواته المرابطة على الحدود مع أوكرانيا.
وقال المسؤولون: «إن القوات الروسية المرابطة حالياً على الحدود الأوكرانية، تقدر بـ 7 كتائب».
ولم يعلّق وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل على تلك الأنباء، بيد أنه وصف انسحاب الجيش الروسي بـ«التطور الإيجابي». وقال: «نعلم أن الآلاف من الجنود الروس انسحبوا من المنطقة، ولكننا نعلم أيضاً أنه ما زال هناك آلاف آخرون».
في غضون ذلك، قال القائم بأعمال وزير الدفاع الأوكراني ميخائيلو كوفال أمس، إن القوات الأوكرانية ستشن عملية عسكرية على الانفصاليين في شرق البلاد، لحين استعادة الأمن والسلام في المنطقة هناك. وقال كوفال: «إن مهمتنا هي إعادة السلام والنظام إلى المنطقة»، مكرراً اتهام روسيا بأنها تقوم «بعمليات خاصة» في شرق أوكرانيا.
كذلك، أعلن أن القوات الأوكرانية «طهرت كلياً» جزءاً من شرق أوكرانيا من الانفصاليين، قائلاً: «لن نترك هذا العفن ينتشر في المناطق المجاورة، سنواصل عمليتنا لمكافحة الإرهاب ما لم تعد الحياة إلى طبيعتها والهدوء لم يحل».
من جانب آخر، أعلنت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أمس، أنها فقدت الاتصال مع فريق ثانٍ لها من أربعة أشخاص في شرق أوكرانيا.
وقالت المنظمة التي تتخذ من فيينا مقراً لها في بيان، إنها لم تتلق أي إشارة من فريقها في لوغانسك منذ أول من أمس، مشيرةً إلى أن فريقاً أول من أربعة أشخاص يحتجزه متمردون في دونيتسك المجاورة منذ الاثنين لا يزال في عداد المفقودين.
من جهتها، ورداً على ادعاءات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، نفت الدائرة الصحفية التابعة لـ«جمهورية لوغانسك الشعبية» المعلنة من جانب واحد، الأنباء عن احتجاز مجموعة من مراقبي المنظمة في الأراضي التابعة لهذه الجمهورية. وقال رئيس الدائرة فلاديمير إينوغورودسكيخ أمس إن 4 مراقبين، هم واحد من روسيا و3 من دول أوروبا الغربية وصلوا إلى مدينة سيفيرودونيتسك، حيث استُقبلوا بحفاوة، ونظمت لهم جولة في المدينة وتمكنوا من زيارة كل الأماكن التي كانوا مهتمين بالذهاب إليها.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)