قبل أسبوعين من استئناف الجولة الخامسة من المفاوضات بين إيران والغرب، يحاول الطرفان تذليل العقبات عبر عقد اجتماعات تمهيدية، في وقتٍ تشهد فيه طهران تطورات دبلوماسية، كان آخرها إعلان الحكومة الكويتية زيارة الأمير صباح الأحمد الصباح إيران الأحد المقبل.
في هذا الوقت، أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامنئي، أن «التخويف من الطائفة الشيعية وإيران ما هو إلا أداة يستخدمها الغرب للسيطرة على مقدرات المسلمين والحفاظ على الكيان الصهيوني»، مشيراً إلى أن مخطط الغرب في مواجهة الإسلام «يتمثل بإثارة النعرات الطائفية وتأجيج الخلافات بين المسلمين».
وانتقد خامنئي، خلال مناسبةٍ دينية، «المؤسسات والمراكز السياسية في الغرب»، قائلاً إنها تتصرف «بأدوات الجاهلية نفسها» عبر ترويجها للظلم والتمييز. وأشار خامنئي إلى «الأحداث المؤلمة التي تقع في العالم الإسلامي» على خلفية الفهم الخاطئ للدين الإسلامي من قبل البعض.
على صعيد المفاوضات، أنهى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، والممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أمس، الجولة الثانية من مفاوضاتهما في إسطنبول، حيث تناولا على مدى يومين سير المفاوضات بين إيران ومجموعة دول (5+1) وسبل دفعها.
ودعا ظريف من إسطنبول إلى «الجدية والواقعية» في الجولة المقبلة، مؤكداً أن الدول المفاوضة «يجب ألّا تخدعها جماعات الضغط والجهات البعيدة عن المفاوضات»، في إشارةٍ إلى إسرائيل والكونغرس الأميركي اللذين حذرا مراراً من تخفيف الضغوط عن إيران. وذكّر ظريف بأن رفع العقوبات المفروضة على إيران هو «أساس عمل الوفد المفاوض للتوصل إلى اتفاق شامل».
ورأى رئيس الوفد الإيراني المفاوض عباس عراقجي، أن المحادثات كانت «مفيدة»، مؤكداً أنه تقرر «عقد جولات من المفاوضات التقنية قبل عقد الجولة الخامسة من المفاوضات في 16 حزيران».
من جهته، أكد المتحدث باسم الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي مايكل مان، أن المناقشات كانت «مطولة ومثمرة جداً»، مشيراً إلى أن أشتون وظريف اقترحا إجراء اجتماع على مستوى الخبراء قريباً.
في السياق نفسه، أكدت باريس أن طهران تتعاون «ببطء شديد» مع تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومان نادال، إلى أن تقرير الوكالة يظهر «احترام إيران لالتزاماتها بموجب اتفاق جنيف»، لافتاً إلى أنه «لا غنى عن تحقيق نتائج ملموسة في المحادثات بين الوكالة وإيران قبل إنجاز الاتفاق المرتقب».
على صعيدٍ آخر، يزور أمير الكويت صباح الأحمد الصباح الأحد المقبل طهران، في زيارة «تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الخليج الفارسي»، بحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء الكويتي.
وأعربت الحكومة الكويتية عن أملها أن «تسفر هذه الزيارة عن نتائج إيجابية تسهم في تعزيز الامن والاستقرار والسلام في المنطقة».
(أ ف ب، فارس، مهر)