بعد خوضه الانتخابات الرئاسية الأوكرانية الأحد المنصرم إلى جانب 20 مرشحاً آخر، فاز بيترو بوروشينكو بالأغلبية المطلقة في الجولة الأولى، حاصداً 55.9% من الأصوات، مطيحاً أقرب منافسة له، رئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو التي حصلت على 13% من الأصوات فقط، ليصبح بذلك وبشكل رسمي رئيساً لأوكرانيا، على الرغم من المقاطعة الواسعة التي شهدتها الانتخابات في الجانب الشرقي من البلاد.والجدير بالذكر أن بوروشينكو لا ينتمي إلى أي حزب سياسي، إلا أنه كان من مؤسسي حزب «المناطق» إلى جانب الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش عام 2001، قبل أن يترك الحزب في العام نفسه، وشارك بعدها عام 2004 في الثورة البرتقالية الموالية للغرب وشارك بمدها بالمال اللازم لاستمرارها.
ولدى بوروشينكو الخبرة اللازمة في ميدان السياسة، فقد شغل منصب وزير الاقتصاد عام 2012، وقبله منصب وزير الخارجية في 2009. واستخدم بوروشينكو شعار «العيش بشكل جديد» للترويج لحملته الانتخابية، واعداً بتحسين الظروف الحياتية للشعب الأوكراني، إلا أنه رفض التخلي عن الحملة الأمنية الجارية شرق البلاد، التي تستمر في إراقة دماء الأوكرانيين يومياً.

في ما يخص السياسة الخارجية، هو من دعاة الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والتحالف مع الولايات المتحدة، مع الإبقاء على العلاقات الحسنة مع روسيا. ورغم مشاركته في الصفوف الأولى للاحتجاجات التي أدت إلى عزل الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من قبل البرلمان، يرى بوروشينكو أنه «لا يمكن تحقيق الاستقرار في البلاد، دون الحوار مع روسيا». كذلك يرى أن مهمته الأساسية هي «الكفاح السياسي والدبلوماسي من أجل إعادة القرم والحفاظ على وحدة الأراضي الأوكرانية»، وهو ما قد يسبب مشكلة جديدة مع الجانب الروسي الذي أعلن ضمه إلى شبه جزيرة القرم إلى أراضيه شهر آذار الفائت. كذلك، قال بوروشينكو إن رئيس الدولة «يجب أن يستمع الى كل منطقة من البلاد»، الأمر الذي يتعارض مع نيته استكمال العملية الأمنية في الشرق.
وبوروشينكو البالغ من العمر 48 عاماً، يعد من أغنى أغنياء أوكرانيا بثروة تقدّر ب1.3 مليار دولار، بحسب مجلة «فوربس» الأميركية. ويمتلك بوروشينكو أكبر شركة لصنع الحلويات في أوكرانيا المسماة «روشن»، وهو ما أكسبه لقب «ملك الشوكولا» بين الأوكرانيين. كذلك يمتد نفوذه ليطاول الإعلام المحلي، حيث يمتلك غالبية حصص «القناة 5» الإخبارية الأوكرانية. وفور إعلان فوزه بالانتخابات، أعلن بوروشينكو أنه على استعداد لبيع شركة «روشن» من أجل التفرغ للعمل الرئاسي، فيما أكد قراره الإبقاء على «القناة 5» ملكاً له.
واتخذ الروس موقفاً حذراً وبراغماتياً في ما يتعلق بانتخاب بوروشينكو للرئاسة في أوكرانيا، فأكدت روسيا «استعدادها للحوار» مع كييف، مع إحجامها عن إبداء موقف من شرعية الرئيس الجديد.