مع انقضاء الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، وانتخاب بيترو بوروشينكو رئيساً جديداً للبلاد، اشتدت المعارك شرقي أوكرانيا لتصل إلى مستوى غير مسبوق، حيث قُتل أربعون شخصاً هم 38 مقاتلاً ومدنيان في اشتباكات بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا، من أجل السيطرة على مطار دونيتسك في الشرق، حسبما أعلن رئيس بلدية المدينة.
وأعلنت سلطات كييف أنها استعادت السيطرة الكاملة على المطار الذي شهد معارك عنيفة. وقال رئيس بلدية المدينة أولكسندر لوكيانتشنكو إن «الوضع يبقى متوتراً جداً. هذا الصباح كان لا يزال هناك 31 شخصاً يعالجون في المستشفى، بينهم أربعة من السكان».
واشتدت المعارك في حرم مطار دونيتسك الدولي أول من أمس. واستخدم الجيش المروحيات والطائرات المقاتلة والمظليين لاستعادة السيطرة على المطار، الموقع الاستراتيجي للوصول إلى شرق البلاد، الذي استولى عليه الانفصاليون بدون عنف ليل الأحد الإثنين.
وقال وزير الداخلية الأوكراني ارسيني أفاكوف إن «المطار تحت سيطرتنا الكاملة، لحقت بالخصم خسائر فادحة، ولم تسجل خسائر لدينا».
كذلك أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة الأوكرانية أليكسي دميتراشكوفسكي، تواصل عملية الجيش في مناطق جنوب شرق أوكرانيا. وأوضح قائلاً إن «العملية في دونيتسك ستستمر حتى القضاء على قوات «جمهورية دونيتسك الشعبية» أو استسلامها». وأضاف المتحدث أنه قتل في المعارك ما لا يقل عن 200 شخص من أفراد قوات الدفاع الشعبي في دونيتسك.
من جهته، أكد رئيس وزراء «جمهورية دونيتسك الشعبية» ألكسندر بوروداي أمس، مقتل نحو مئة عنصر من وحدات الدفاع الشعبي في الاشتباكات مع القوات الأوكرانية أول من أمس في مدينة دونيتسك.
في هذا الوقت، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة الإيطالية ماتيو رينزي إلى «ضرورة وقف عملية الجيش العقابية فوراً في مناطق جنوب شرق البلاد، وفتح حوار سلمي بين كييف وممثلي المناطق» الأوكرانية، كما أعلن الكرملين في بيان. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد دعا في وقت سابق ايضاً إلى الوقف الفوري لأعمال العنف في أوكرانيا. وقال في مؤتمر صحافي إن «المهمة الأولى والاختبار لحزم سلطات كييف نظراً إلى نتائج الانتخابات الرئاسية، هو الوقف الفوري لاستخدام الجيش ضد الشعب، ووقف كل الأطراف لكل أشكال العنف».
من جهة أخرى، قال لافروف إن زيارة الرئيس الأوكراني الجديد الموالي للغرب بيترو بوروشنكو إلى روسيا «ليست على جدول الأعمال»، مشيراً إلى أن «مسألة زيارة بوروشنكو إلى روسيا ليست متوقعة، ولم يجرِ النقاش بشأنها في القنوات الدبلوماسية، أو أي قناة أخرى».لكنه أكد أن روسيا ستدعم مثل هذه الزيارة إذا رأت أنها تصب في مصلحة كل الأوكرانيين. وقال «إذا كانت في مصلحة كل الشعب الأوكراني، فسيجد أننا شريك جدي وموثوق به»، مندداً في الوقت نفسه بإعلان بوروشنكو فور انتخابيه مواصلة العملية العسكرية في الشرق.
واضاف لافروف «إذا كانت الحسابات هي سحق المقاومة في جنوب شرق البلاد قبل تنصيب بيترو بوروشنكو للتمكن من التوجه إلى دونباس كفائز، فذلك لن يخلق بالتأكيد ظروفاً مؤاتية لاستقبال جيد في منطقة دونيتسك».

دعا بوتين إلى
ضرورة وقف عملية الجيش العقابية فورا
في غضون ذلك، أعلن أمين مجلس الأمن القومي الأوكراني أندري باروبي أن كييف قررت نهائياً بدء عملية الانسحاب من رابطة الدول المستقلة، التي تأسست بعد تفكك الاتحاد السوفياتي. وكانت سلطات كييف قد تخلّت عن رئاستها الدورية لرابطة الدول المستقلة، وهددت بالانسحاب منها، وذلك رداً على انضمام القرم إلى روسيا.
كذلك أعلن باروبي إجراء تدريبات مشتركة بين الجيش الأوكراني وجيوش الحلفاء الضامنين لأمن البلاد بحسب تعبيره، دون أن يذكر موعد التدريبات. وأوضح أن السلطات الأوكرانية تخطط لإعداد خطة بهذا الشأن في أقرب وقت.
من جهته، أوضح رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك، أنه لا يمكن عقد لقاءات ثنائية بين بلاده وروسيا في ظل الظروف الراهنة، من دون مشاركة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ولفت ياتسينيوك إلى أنه في حال عدم توقيع اتفافية بين شركة «غازبورم» الروسية، و«نافتوغاز» الأوكرانية، حتى يوم غد، فإن بلاده ستلجأ إلى محكمة تحكيم دولية في ستوكهولم، مشيراً إلى أنهم مستعدون لدفع ثمن الغاز الذي يستخدمونه، إلا أنه يجب توقيع عقد من أجل دفع المستحقات.
كذلك أوضح رئيس الوزراء أن الجانب الأوكراني ما زال ينتظر رداً من المسؤولين الروس بخصوص إعادة 2.2 مليار متر مكعب من الغاز، تحتجزها روسيا عبر شركة «تشيرنومور نفت غاز» في القرم.
ورأى المتحدث بإسم شركة «غازبروم» أمس، أنه ليس لديه أدنى فكرة عما يعنيه رئيس الوزراء الأوكراني باتهامه موسكو بسرقة الغاز بعد ضمها منطقة القرم.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول)