بدأت السلطات المحلية في لوغانسك ودونتسك بلعب دورها كحاكم فعلي لهاتين المدينتين، حيث أوضح أحد زعماء الانفصاليين في «جمهورية دونيتسك» المعلنة من طرف واحد، دينيس بوشيلين، أن المقاطعتين اللتين نظّمتا استفتاءً للانفصال عن أوكرانيا الأحد، ستعملان على تنسيق جهودهما في إطار مشترك.
ورأى بوشيلين، في تصريح صحافي، أن تصويت الشعب في الاستفتاء لمصلحة الانفصال عن أوكرانيا يعدّ «بمثابة نصر»، وأن الشعب «فوّضه» من أجل تحقيق مستقبل أفضل، مشدداً على أن هدفه من اليوم فصاعداً هو «تحقيق الاستقلال التام، ومن ثم الانضمام إلى روسيا».
من جهة أخرى، أصدرت «جمهورية دونيتسك» بياناً يقضي بمنع دخول أربعة سياسيين عالميين للجمهورية، بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما.
وذكر «البيان الرقم 4» الذي أصدره الانفصاليون، أن حظر الدخول يشمل، إلى جانب الرئيس الأميركي، كلاً من رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون.
ولفت البيان إلى أن قرار الحظر بخصوص أوباما وميركل جاء بسبب استخدامهما مصطلح «مكافحة الإرهاب» الذي أطلقته الحكومة الأوكرانية على عمليات الجيش في المدن الشرقية. وبرّر الانفصاليون منع دخول آشتون بعدم معاقبة الحكومة الأوكرانية على العمليات التي شهدت «مقتل مدنيين»، إضافة إلى «تشجيعها» للعمليات، حسب وصف البيان.
من جانب آخر، أعلنت روسيا، أمس، أنها تتوقع من الانفصاليين الموالين لها في أوكرانيا أن يلتزموا بخريطة الطريق التي أعدّتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، لحل الأزمة الأوكرانية، إذا أوقفت سلطات كييف عمليتها العسكرية في شرق البلاد وسحبت قواتها. وقالت وزارة الخارجية الروسية «نتوقع من قادة قوات الدفاع الذاتي أن يردوا بشكل مناسب إذا قامت كييف بهذه الخطوات»، مضيفةً «من المهم جداً» إطلاق خريطة الطريق التي أعدّتها منظمة الأمن والتعاون في أسرع وقت ممكن.
وقد قتل أمس ستة جنود أوكرانيين وأصيب ثمانية آخرون في كمين نصبه موالون لروسيا في شرق البلاد الذي يشهد حركة تمرد مسلحة، كما أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية. وفي أكثر الأيام دموية بالنسبة إلى الجيش، تعرّضت القافلة العسكرية الأوكرانية لكمين نصبه أكثر من 30 انفصالياً قرب بلدة أوكتيابرسكي الواقعة بين مدينتي سلافيانسك وكراماتورسك (منطقة دونيتسك) بحسب الوزارة. وأضافت أن الانفصاليين أطلقوا النيران من أسلحة ثقيلة، من بينها قذائف صاروخية، ما دفع الجنود إلى الرد، وهو ما أدى إلى «اشتباكات طويلة» قتل خلالها ستة جنود وأصيب ثمانية آخرون بجروح إصابة أحدهم خطرة.
في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس أن الانتخابات الرئاسية المبكرة المقررة في 25 أيار في أوكرانيا ستلعب «دوراً حاسماً» للخروج من الأزمة، متحدثاً بعد وصوله إلى كييف.
وقال شتاينماير للصحافيين إثر محادثات مع رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك «جميعنا متفقون على أن انتخابات 25 أيار ستلعب دوراً حاسماً» لإحلال السلام، معرباً عن دعمه «لخطة الحكومة الأوكرانية من أجل إقامة حوار وطني» تشارك فيه المناطق الانفصالية الناطقة بالروسية في شرق البلاد. في هذا الوقت، طالبت شركة غازبروم الروسية العملاقة شركة النفط والغاز الأوكرانية الرسمية بدفع 1,66 مليار دولار مسبقاً لإمدادات الغاز لشهر حزيران، كما أعلن أمس المتحدث باسم المجموعة الروسية سيرغي كوبريانوف.
ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن كوبريانوف قوله «قدّمت فاتورة الدفع سلفاً على أساس حجم إمدادات تبلغ 114 مليون متر مكعب من الغاز يومياً، المحددة في العقد»، مضيفاً أن «المبالغ المتأخرة تبلغ في الوقت الراهن 3,505 مليارات دولار، ولا يشك أحد في أن هذه الحجة متينة وموضوعية نسبياً لاستخدام قضية الدفع المسبق في العقد». وكانت غازبروم قد حذّرت أول من أمس من أنها ستوقف عمليّات تسليم الغاز إلى أوكرانيا بدءاً من الثالث من حزيران، إذا لم تدفع كييف حتى ذلك التاريخ فاتورتها المسبقة لهذا الشهر.
إلى ذلك، قالت روسيا أمس إن العقوبات الجديدة التي أصدرها الاتحاد الأوروبي ستعطل جهود نزع فتيل الأزمة في أوكرانيا.
(أ ف ب، الأناضول، رويترز)