تدخل المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني غداً مرحلة جديدة هي الأكثر أهمية منذ بدء المفاوضات بين طهران ومجموعة دول (5+1)، حيث من المتوقع أن يصل الطرفان إلى اتفاق نهائي في فيينا قبل 20 تموز. في الوقت نفسه، لم تخفت نبرة رئيس الجمهورية، الذي أكد تمسك بلاده بحقوقها النووية، بالتزامن مع كشف إيران يومياً عن إنجازات عسكرية «مخيبة» لتوقعات الدول العظمى. أكد المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية السيد علي خامنئي أنه من الحماقة أن يتوقع العدو تقييد البرنامج الصاروخي الايراني، مشدداً على ضرورة عدم ربط احيتاجات البلاد والحظر المفروض عليها بالمفاوضات النووية.

من جهته، أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني ان بلاده لن تتراجع أبداً عن حقوقها النووية، وعن إنجازات علمائها في المجال النووي، مؤكداً ضرورة بذل جهود شاملة ومتماسكة ومتزنة للدفاع عنها. وتعليقاً على مزاعم الغرب بشأن نشاطات نووية سرية، قال روحاني خلال مراسم إزاحة الستار عن ثلاثة منجزات نووية في منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، إن من كانت لديه نيات للقيام بنشاطات سرية «لا يدخل في محادثات صريحة مع الشركات الغربية والشرقية، ولا يقدم طلبات لشراء أجهزة الطرد المركزي من الأسواق الغربية في الشرق والغرب». وشدد روحاني على أن بلاده لا يمكن أن تقبل التمييز النووي، كاشفاً عن أن العلماء الإيرانيين باتوا «أكثر عزماً وإصراراً على مواصلة الأنشطة النووية من دون أن نخشى أحداً». وأكد روحاني «أن العلم والتقنية النووية ليسا مطروحين على الطاولة للتفاوض بشأنهما»، معلناً «استعداد طهران للمزيد من الشفافية تجاه الأسرة الدولية».
وفي شأن المفاوضات المرتقبة غداً في فيينا، قال مساعد وزير الخارجية الايراني وکبير مفاوضي الفريق النووي الايراني عباس عراقجي إنه سيجري في المرحلة الأخيرة من صياغة نص الاتفاق الشامل بلورة المفاوضات السابقة على شكل اتفاق. ورداً علي سؤال حول المفاوضات التي عقدت بين ايران ومجموعة (5+1) في نيويورك علي مستوي الخبراء، أجاب عراقجي أن المفاوضات کانت مفيدة، لأن مفاوضات الخبراء تُعقد لمناقشة جوانب وأبعاد المواضيع، وليست مکانا لاتخاذ وصنع القرار.
من جهة أخرى، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي أن منتجات الصناعة النووية الايرانية ستدخل مرحلة الإنتاج التجاري خلال الأعوام القادمة. وأشار صالحي خلال الحفل نفسه، إلى جهود الصناعة النووية في البلاد في السير على طريق تحقيق الاستراتيجية الأساسية المرسومة من قبل رئيس الجمهورية والحكومة لتطوير استخدامات التكنولوجيا النووية السلمية، وخصوصاً في المجال الصحي. وأعلن صالحي في هذا السياق تطوير الوكالة لجهاز الطرد المركزي «توبولار» لانتاج اللقاحات وتسليمه إلى معهد «باستور» في العاصمة، موضحاً أن هذه الإجراءات ستقلل تبعية البلاد للمنتجات الأجنبية المماثلة.
عسكرياً، أعلن قائد القوة البرية في الجيش العميد أحمد رضا بوردستان أن قواته ستختبر قريباً صاروخاً بمدى أكثر من 4 كيلومترات يُطلق من المروحيات التابعة لطيران الجيش، في مناورات «بيت المقدس» التي ستجري في أصفهان الشهر المقبل. وأكد بوردستان أن المروحيات الايرانية المزودة بصواريخ جديدة في «وضع ممتاز»، وهي على استعداد لمواجهة أي تهديد بري محتمل. وأشار إلى أن طيران الجيش يلبي جميع المتطلبات في الداخل، إضافة إلى إمكانية «تدريب ضباط الدول الصديقة والاسلامية».
وفي غضون ذلك، أعلنت طهران أمس، أنها نجحت في نسخ الطائرة الأميركية «ار كيو-170»، بدون طيار استولت عليها في كانون الاول2011، حيث عرض التلفزيون الرسمي صوراً تظهر ما يبدو أنه نسخة من تلك الطائرة.
وصرح ضابط ايراني في احدى الصور التي عرضها التلفزيون «نجح مهندسونا في فك اسرار الطائرة بدون طيار ونسخها. وستقوم قريبا بطلعة تجريبية».
إلى ذلك، بدأ رئيس وزراء باكستان نواز شريف أمس زيارته إلى طهران التي تستغرق يومين. ومن المتوقع أن تؤدي زيارة شريف إلى اتفاقيات بين الجانبين بشأن العلاقات المتوترة بين البلدين، بسبب نشاط مجموعات متطرفة مسلحة على الحدود بين البلدين. ويرافق شريف وزراء الخارجية والاقتصاد والنفط، حيث من المتوقع أن تشمل الاتفاقيات المرتقبة بين طهران وإسلام آباد مشروع أنبوب الغاز بين البلدين. وكانت إيران قد اختتمت بناء القسم المتعلق بها منه، فيما لم تبدأ باكستان فعلياً بتنفيذ شيء من الأشغال.
(فارس، مهر، أ ف ب، رويترز)