نجحت ضغوط الولايات المتحدة الأميركية على طرفي النزاع في جنوب السودان في فرض اتفاق على الرئيس سلفاكير ميارديت، ونائبه السابق رياك مشار، ينهي الأزمة المستمرة منذ كانون الأول الماضي وكادت توصل البلاد إلى حافة الحرب الأهلية.
وعقب لقاء تفاوضي جمع سلفاكير ومشار في العاصمة الإثيوبية أديس ابابا، وقع حليفا الماضي تعهداً بـ«وقف المعارك». وفي الوثيقة التي وقعها أيضاً رئيس الوزراء الإثيوبي هيلا مريم ديسالين، مستضيف المفاوضات، تعهد سلفاكير ومشار «وقف كافة المعارك في غضون 24 ساعة»، بحسب ما اعلن سيوم ميسيفين احد الوسطاء.
وكان الطرفان قد وقعا في 23 كانون الثاني الماضي في اثيوبيا أيضاً وبرعاية السلطة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا (ايغاد) اتفاقاً لوقف اطلاق النار، الا أنه ظل حبراً على ورق.
وينص التعهد الذي وقعه كير ومشار أيضاً على أنهما «اتفقا على أن تأليف حكومة انتقالية يوفر افضل الفرص لشعب جنوب السودان»، تمهيداً لاجراء انتخابات جديدة لم يحدد تاريخها، بحسب ما اوضح سيوم ميسيفين، رئيس الوساطة الأفريقية التابعة للهيئة الحكومة للتنمية في دول شرق أفريقيا (ايغاد). ويقضي الاتفاق الذي وقع بعد مفاوضات مباشرة بين سلفاكير وميارديت بنشر قوات للتحقق من وقف العدائيات وإفساح المجال لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المتضررين، والتعاون بدون شروط مع الأمم المتحدة والوكالات الإنسانية. ويتضمن الاتفاق تأليف حكومة انتقالية، وفتح الباب لمفاوضات من أجل تأليف حكومة دائمة، وإعداد دستور دائم للبلاد. وهنأ ميسيفين كلا من سيلفا كير ومشار على «انهائهما الحرب»، مؤكداً أن «المعارك ستتوقف».
وقبيل توقيعهما هذا التعهد، ظهر الرجلان امام الاعلام وتصافحا، للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع بين قواتهما.
وقال مشار للصحافيين «انا سعيد بأننا وقعنا هذا الاتفاق مساء اليوم».
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري قد دعا رئيس جنوب السودان ونائبه السابق في بداية أيار إلى تكثيف الجهود لوقف المعارك والتجاوزات، مهددا بفرض عقوبات محددة.
وقد فرضت واشنطن مساء الثلاثاء اولى هذه العقوبات ضد جنرالين ينتمي كل منهما إلى فريق، قالت إنهما «مسؤولان عن اعمال عنف غير مقبولة ضد مدنيين».
وفي كلمته عقب توقيع الاتفاق قال سلفاكير «الجيش والحكومة جاهزان لتنفيذ الاتفاق الذي ينهي تاريخاً أسود في جنوب السودان»، مضيفاً «الحوار هو الحل الوحيد لهذه الأزمة والدماء التي سالت يجب أن تتوقف». بدوره، أعرب مشار عقب التوقيع عن سعادته بتوقيع اتفاق إنهاء الحرب، وتساءل: لماذا هذه الحرب الشعواء في جنوب السودان؟ وأضاف مشار «حدث في جنوب السودان ما كان يجب أن يحدث، وأؤكد التزامنا الاتفاق ومضاعفة الجهود من أجل السلام في البلاد». وتابع «الحل السياسي ينهي الأزمة، والحوار الجاد يحل الخلافات داخل الحزب الحاكم».
من جهته، أكد سيوم ميسيفن أنه «لا حل لمشكلة جنوب السودان سوى بالحوار والعمل على المصالحة الوطنية». وبدوره قال رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين إن توقيع اتفاق إنهاء الحرب ليس النهاية، لكنه البداية لإحلال السلام في جنوب السودان. وهنأ ماريام ديسالين، كلا من سلفاكير ومشار على توقيع الاتفاق، ويشكرهما أيضا على أنهما «سلكا الطريق الصحيح»، كما أشاد ممثل الاتحاد الأوروبي في الاتحاد الأفريقي بتوقيع الاتفاق، فيما أكدت واشنطن التزامها دعم الطرفين من أجل تنفيذه.
(أ ف ب، الأناضول)