أكدت طهران أمس أن علاقاتها مع العالم، وخاصة دول الجوار، باتت افضل من السابق، وإن شددت على أنها لن تتراجع عن مواقفها، فيما الغرب لن يتراجع عن عناده في الملف النووي، وذلك في وقت تبجح فيه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، إيهود باراك، بما رآها قدرات لبلاده على «تدمير المنشآت النووية الإيرانية خلال فترة تقلّ عن ليلة واحدة».
ونقلت الإذاعة الاسرائيلية العامة أمس عن باراك انتقاده، في ندوة في واشنطن، الاتفاق المرحلي الموقع بين إيران «5 + 1»، قائلا إنه «لا يحفز الإيرانيين على التوصل إلى اتفاق نهائي سيكون مؤلماً بالنسبة إليهم».
وأضاف أن «الموقف الإيراني التفاوضي ينطلق من فرضية تغيير الإدارة الأميركية هدفها النهائي، واكتفائها بمنع إيران من الحصول على السلاح النووي خلال ولايتها الحالية، دون السعي إلى حرمان طهران القدرات النووية بالمطلق».
طهران: لن نتراجع
عن مواقفنا وأميركا لن تكف عن عنادها

في المقابل، قال روحاني، في كلمة امام اهالي مدينة ايلام، التي يزورها في اطار جولاته التفقدية لمحافظات البلاد، «في الجبهة الخارجية فإن علاقاتنا مع العالم، ولا سيما دول الجوار، اصبحت افضل من السابق»، مشيرا إلى أن «علاقاتنا مع العراق وباقي الدول المجاورة الصديقة والشقيقة ستعزز وتترسخ يوما بعد يوم». وأضاف أن «دول الشرق والغرب، واولئك الذين يحترمون حقوق الشعب الايراني وتنمية وازدهار هذا البلد، ويعتزمون اقامة علاقات صداقة، سنمد اليهم ايدينا». وتابع أن «نهجنا مع العالم هو نهج التعاطي والصداقة في اطار العزة والحكمة والمصلحة».
في هذا الوقت، أعلن رئيس منظمة تعبئة المستضعفين العميد محمد رضا نقدي ان «رسالة مناورات بيت المقدس هي أن التعبئة على جاهزية للتضحية وتلبية اوامر قائد الثورة الاسلامية، بكل ما اوتيت من قوة».
واشار العميد نقدي، في نداء من سندد، إن المناورات التي انطلقت أمس في محافظة كردستان بمشاركة 15 الف تعبوي، «مبعث امل لجميع المسلمين والمستضعفين الواعين والاحرار، ورسالة تهديد لجميع المتغطرسين والمستكبرين».
في السياق، انتقد خطيب جمعة طهران المؤقت، اية الله الشيخ محمد علي موحدي كرماني، تصريحات وزير الخارجية الاميركية جون كيري في دعوة ايران إلى اتخاذ قرار صعب، وقال «نحن بدورنا ندعو اميركا إلى اتخاذ قرار صعب لانجاح المفاوضات». وقال إنه «سيواصل مسيرته (روحاني) في ظل دعم وتأييد قائد الثورة له، برغم ان سماحته اعلن عدم تفاؤله، لتشكيكه في نيات الجانب الاميركي». وأضاف أن «برنامجنا واضح، ونعرف ما نصبو اليه، كما ان الولايات المتحدة تعلم ما تصبو اليه من وراء المفاوضات».
واضاف «من الواضح انه لا ايران ستتراجع عن مواقفها، ولا اميركا تكف عن عنادها، فموقفنا هو دعم المظلومين في العالم، وهو موقف يقوم على اساس المنطق والعقل والقانون، فيما الموقف الاميركي يقوم على اساس الغطرسة والاملاء والانانية». وأضاف ان «موقفنا هو اقامة علاقات عادلة مع العالم، وموقف اميركا هو القلق من علاقات ايران مع العالم، ومن تنمية هذه العلاقات، وعلى الوفد الايراني المفاوض ان يعلم هذا الامر، وان يرى من هو عدونا، لأن الطريق صعب جدا».
وتابع «لسنا على استعداد لاستخدام السلاح النووي من اجل ضمان مصالحنا وقتل اعدائنا، لانه سيتسبب في مقتل عدد من المظلومين، لكنكم مستعدون لاحراق البلدان، ومنها سوريا، من اجل ضمان مصالحكم»، مشيرا الى أن «الحكومة السورية نجحت في بسط سيطرتها على الارض، فيما اخذ الارهابيون يتراجعون ويضعفون يوما بعد يوم، ونأمل من الله ان تقتلع جذورهم، وانني ارى هذا التحول في العراق ايضا».
(الأخبار، أ ف ب، فارس، مهمر)