بدأت أمس الجولة الثالثة من المفاوضات، بين مجموعة 5+1 وإيران، في فيينا، في ظل توقعات أن تصدر عنها خارطة طريق جديدة، خاصة أن مهلة الأشهر الـ6 التي تم التفاهم حولها لتطبيق توصيات اتفاق العام الماضي تنتهي في حزيران المقبل، وذلك في وقت أعلن فيه وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن التصور الحالي للفترة التي تحتاج إليها إيران لتطوير القدرة على صنع أسلحة نووية هو شهران.
وقال كيري أمام جلسة لمجلس الشيوخ «أعتقد أن من المعلوم الآن أننا نعمل استناداً إلى فكرة أن الفترة الزمنية اللازمة لصنع سلاح نووي هي نحو شهرين. هذا معروف للعامة».
ويمثل الوفد الإيراني وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أما مجموعة 5+1 فيمثلها نواب وزراء الخارجية، كذلك تشارك في الاجتماعات مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون.
وكان ظريف علّق في وقت سابق على صفحته على «فايسبوك» بالقول: «هذه الجولة من المفاوضات هي الأخيرة قبل البدء بتدوين الاتفاق النهائي نهاية شهر نيسان الجاري»، معلناً أنه «تم تشكيل فريق استشاري حقوقي إيراني لمساعدة الفريق الايراني المفاوض في الملف النووي خلال المرحلة المقبلة التي أكد أنها ستكون صعبة وحساسة وبطيئة».
في السياق، أبدى رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي أكبر صالحي تفاؤله بمسار المفاوضات، موضحاً أن «هناك العديد من النقاط العالقة، من بينها قضية مفاعل آراك ومسألة التخصيب». ولفت إلى أن «إيران قدّمت اقتراحاً بإعادة تصميم قلب المفاعل بحيث تزال الهواجس لدى الطرف الآخر، وأن إعادة التصميم ستوصل إلى نتيجة ترضي الطرفين».
اعتقلت
قوات الحرس الثوري
عدداً من العملاء
الأجانب
ورأى صالحي أنه «بالنسبة إلى التخصيب، لكل طرف وجهة نظر، وإيران حتى اللحظة ملتزمة بتعليق تخصيب اليورانيوم بنسبة عشرين في المئة، لكن هذا لا يعني أنها أوقفت التخصيب نهائياً»، مشيراً الى أنه «لدى إيران مخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة عشرين في المئة يكفي لعامين أو ثلاثة، لكن متى احتجنا فسنعمل على تخصيب ما يكفينا تحت إشراف الوكالة الدولية».
في المقابل، قال المتحدث باسم اشتون، مایكل مان، إن «هدفنا من هذه الجولة من المفاوضات تقلیص الاختلاف في وجهات النظر.. نسعی الی التوصل الی اتفاق جید ونركز حول مواضیع خاصة بهدف تفهم أحدنا مواقف الآخر. وفي هذه المرحلة خضنا في التفاصيل وبحث فحوی المواضیع».
في هذا الوقت، قللت إيران من أهمية الخطوة التي اتخذها مجلس الشيوخ الأميركي بإقرار مشروع قانون يهدف إلى منع مرشح إيران لشغل منصب سفيرها في الأمم المتحدة من دخول الولايات المتحدة، وقالت إنها ستنتظر قراراً بخصوص هذا الأمر من الإدارة الأميركية.
وأقرّ مجلس الشيوخ الذي يهيمن عليه الديمقراطيون بفارق بسيط، أول من أمس، مشروع القانون لمنع دخول حامد أبو طالبي بسبب دوره المزعوم في أزمة الرهائن في طهران في الفترة من عام 1979 إلى عام 1981 أثناء احتجاز طلبة إيرانيين للعاملين في السفارة الأميركية لمدة 444 يوماً.
ورفضت وزارة الخارجية الإيرانية هذه الخطوة. وقالت «اخترنا سفيرنا... ونحن على اتصال بالحكومة الأميركية من أجل إصدار تأشيرة دخول. أي قرارات تتخذ في ما يتعلق بهذه المسألة ستعتمد على مصادر دبلوماسية رسمية».
من جهة أخرى، أفاد بيان على موقع الحرس الثوري الإيراني بأن قوات الحرس الثوري اعتقلت عدداً من العملاء الأجانب لدى عبورهم الحدود قادمين من العراق بغرض تنفيذ تفجيرات واغتيالات.
وأفاد موقع «سيباه نيوز» بأن المشتبه فيهم ضبطوا في أواخر الشهر الماضي في عملية خاطفة لدى دخولهم خوزستان. وأضاف البيان «دخل الإرهابيون البلاد تحت إشراف أجهزة التجسس الخاصة بأعدائنا بهدف بثّ الإرهاب وشنّ حرب نفسية من خلال التفجيرات والاغتيالات والتخريب... كانوا يحملون متفجرات تزرع على الطريق ومتفجرات لاصقة ومعدات اتصال ومراقبة متطورة».
إلى ذلك، بدأ سلاحا البحرية الايراني والباكستاني أمس مناورات عسكرية مشتركة في منطقة شرق مضيق هرمز.
(أ ف ب، رويترز، الأناضول)