أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أمس أن القوات الروسية ستعود إلى قواعدها الدائمة بعد استكمال المناورات العسكرية. وأشار إلى أن بلاده تريد رداً من حلف شمالي الأطلسي بشأن أنشطته العسكرية في شرق أوروبا.
واستجابة لانتقادات بشأن وجود القوات الروسية على الحدود مع أوكرانيا، رأى لافروف أن من حق روسيا تحريك قواتها على أراضيها، وأن كييف والغرب يؤجّجان المخاوف. وقال للصحافيين في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية كازاخستان يرلان ادريسوف «في ما يتعلق بتحركات الجيش الروسي على الأراضي الروسية، لا توجد قيود، وشركاؤنا الأوروبيون يقبلون بعدم وجود مشكلات قانونية تحول دون ذلك. لن أضخّم هذه المسألة كما تفعل السلطات الراهنة في أوكرانيا ورعاتها في الغرب. نحن نعتقد أنه إذا استخدم تعبير مثل التراجع عن التصعيد فلا حاجة إلى تأكيد هذه اللهجة».
كذلك شدد على قلقه من وجود قوات حلف شمالي الأطلسي على أراضي أعضائه في شرق أوروبا، وأنه ما زال ينتظر ردوداً من الحلف، مضيفاً «في ما يتعلق بخطط زيادة وجود الحلف على أراضي أعضائه في دول شرق أوروبا، موقفنا هو أن علاقات روسيا مع الحلف تنظمها كذلك قواعد معينة، منها إعلان روما والاتفاق الأساسي لمجلس الحلف وروسيا، وبناءً على ذلك يجب ألا يكون هناك وجود عسكري إضافي مستمر على أراضي شرق أوروبا».
من جهته، أعلن مندوب روسيا الدائم لدى الحلف الأطلسي ألكسندر غروشكو، أول من أمس، أن روسيا ستردّ على خطوات الحلف الرامية إلى تعزيز قواته على حدوده الشرقية، مضيفاً «ستتخذ كل الإجراءات السياسية والعسكرية اللازمة لضمان أمننا». وأشار إلى أن موسكو على علم بنية الحلف إعداد خطط لتعزيز دفاعه مع حلول موعد عقد قمة الحلف المقبلة في أيلول القادم.
في هذا الوقت، أعلن المتحدث باسم الإدارة الأميركية جوش إرنست أن البحرية الأميركية تمدّد فترة بقاء المدمرة تراكستون في البحر الأسود، وترسل قوة إضافية. ولم يوضح المتحدث شيئاً عن القوة الإضافية، لكنه ذكّر بتعزيز الوجود العسكري الأميركي في أوروبا رداً على «أعمال موسكو». وقال إرنست: «أرسلنا 6 مقاتلات «إف 15 إس» إلى البلطيق للدوريات الجوية، و12 طائرة «إف 16» إلى بولندا للمساعدة في الدفاع، وتوجد قوة بحرية إضافية تتوجه إلى البحر الأسود».
في السياق نفسه، تشارك قوات أميركية وأوكرانية حالياً في مناورات عسكرية جنباً إلى جنب مع أكثر من 7000 جندي من 11 دولة أخرى في منشآت نوفو سيلو للتدريب في بلغاريا.
وشارك في المناورة التي يطلق عليها «سابير جارديان 2014» جنود من أرمينيا وآذربيجان وبلجيكا وبلغاريا وجورجيا ومولدوفا وبولندا ورومانيا وصربيا وأوكرانيا وتركيا والولايات المتحدة، فضلاً عن ممثلين من حلف شمالي الأطلسي، وتهدف إلى تعزيز الثقة وتحسين قابلية العمل بين الحلف الاطلسي والدول الشريكة الشرقية. إلى ذلك، يناقش الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الوضع في أوكرانيا مع قادة الكونغرس الأميركي وزعماء الأحزاب السياسية.
(الأخبار، أ ف ب)