أعلن دبلوماسيون أميركيون أن الرئيس باراك أوباما ألغى قمة كان مخططاً لها مع ملوك وأمراء دول الخليج في الأسابيع المقبلة خلال زيارته للرياض «بسبب انقسامات بين واشنطن وأقرب حلفائها في المنطقة». ونقلت صحيفة «ذي وول ستريت جورنال» الأميركية أمس عن دبلوماسيين وصفتهم بـ«المطلعين على القرار» أن البيت الأبيض ألغى مشروع قمة شهر آذار التي كانت ستجمع الرئيس أوباما بزعماء دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية، الإمارات، قطر، البحرين، عمان، الكويت). وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر يشير إلى حجم «التحديات الكبيرة التي تواجهها واشنطن في محاولتها لاحتواء الاضطرابات السياسية المتصاعدة في المنطقة».
لكن الدبلوماسيين المطلعين أكدوا أن أوباما سيلتقي مع الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز في الرياض نهاية الأسبوع المقبل، في نهاية جولة تركّز بشكل واسع على أوروبا والأزمة في أوكرانيا. وقال المسؤولون إن البيت الأبيض رأى أن «مستوى التوترات عال جداً بين دول مجلس التعاون الخليجي، وبالتالي فإن انعقاد قمة حالياً لن يكون ناجحاً».
وأشارت الصحيفة الأميركية إلى الدور الذي أدته واشنطن في محاولة «توحيد دول مجلس التعاون الخليجي حول قضايا أمنية واقتصادية، وخصوصاً حول إيجاد استراتيجيات لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا واحتواء البرنامج النووي الإيراني». وأردفت «ذي وول ستريت جورنال» بأن السعودية والإمارات المتحدة والبحرين سحبت سفراءها من قطر أخيراً «احتجاجاً على دعم الأخيرة لجماعة الإخوان المسلمين والمجموعات الإسلامية المتطرفة». وذكّرت بأن الولايات المتحدة أبدت قلقها أخيراً من بعض سياسات دولتي قطر والكويت؛ إذ «رصدت وزارة الخزينة الأميركية أخيراً تحويل مبالغ مالية ضخمة من جمعيات خيرية ومواقع تواصل اجتماعي في تلك الدولتين إلى مجموعات سنية متطرفة تقاتل في العراق وسوريا، ومنها جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة».
ومع تأكيد الصحيفة إبقاء أوباما على لقائه بالملك السعودي، أشارت إلى أن هذا اللقاء من شأنه أن «يخفف من التوترات التي نشأت بين الرياض وواشنطن أخيراً». من جهة أخرى، استقبل وزير الدفاع الأميركي، تشاك هاغل، في مكتبه في «البنتاغون» مساء الخميس الأمير سلمان بن سلطان بن عبد العزيز، نائب وزير الدفاع السعودي، حسبما أفادت «وكالة الأنباء السعودية». وقالت الوكالة إنه «جرى خلال اللقاء الذي حضره سفير السعودية لدى الولايات المتحدة عادل بن أحمد الجبير، بحث عدد من الموضوعات التي تهمّ البلدين الصديقين».
وعقب ذلك، عقد نائب وزير الدفاع السعودي بمبنى وزارة الدفاع الأميركية عدة اجتماعات مع وكيل وزارة الدفاع للسياسات، مايكل لومبكن، والمدير العام لوكالة الدفاع الأمني جوزيف ريكسي، والمدير العام لوكالة الدفاع الصاروخي، جيمس سيرينغ، ووكيل وزير القوات الجوية، أرك فاننج، بحسب الوكالة. وكان الأمير سلمان بن سلطان قد اجتمع أيضاً مع نائب وزير الخارجية الأميركية وليام بيرنز، والمدير العام لوكالة الأمن القومي الأميركي كيث بي اليكساندر ومدير الاستخبارات الوطنية الأميركي جيمس كلابر.
وكان الأمير سلمان بن سلطان بن عبدالعزيز قد وصل إلى العاصمة الأميركية واشنطن، الاثنين الماضي. وتأتي هذه الزيارة قبل نحو أسبوع من الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي للرياض نهاية الشهر الجاري.
(الأخبار)