أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس فرض عقوبات على عدد من المسؤولين والمشرعين الأميركيين، رداً على العقوبات التي فرضتها واشنطن على مسؤولين روس، بسبب موقف موسكو من الأزمة الأوكرانية وانضمام القرم إلى روسيا. وجاء في بيان صدر عن الوزارة: «لقد حذّرنا مراراً من أن استخدام آلية العقوبات أمر ذو حدين يمكن أن يلحق الضرر بالولايات المتحدة نفسها. وكان باستطاعة واشنطن أن تتأكد أكثر من مرة من أن استخدام هذه اللغة في الحديث مع بلادنا شيء في غير محله وغير بنّاء».
وأضاف البيان «يجب ألا يشك أحد في أننا سنرد بالمثل على كل تحرك عدائي». وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن الجانب الأميركي لا يزال يؤمن بفعالية «هذه الأساليب الموروثة من ترسانة الماضي»، معرضاً عن الاعتراف بحقيقة أن «سكان القرم صوّتوا لمصلحة استعادة وحدتهم مع روسيا التي تحترم خيارهم هذا وتقبله، وهم فعلوا ذلك بطريقة ديموقراطية وبما يتفق تماماً مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة».
ونشرت الوزارة قائمة من 9 أسماء لمسؤولين أميركيين حظر عليهم دخول الأراضي الروسية، رداً على فرض العقوبات الأميركية ضد روسيا، أبرزهم السيناتور جون ماكين واثنان من مساعدي الرئيس الأميركي باراك أوباما، هما دانيال بفايفر وبينجامين رودي.
وسريعاً ردت وزارة الخارجية الأميركية على القرار الروسي، وأعربت الناطقة باسم الوزارة، جين بساكي، عن الفخر لإدراج أسماء المسؤولين الأميركيين على قائمة العقوبات الروسية، «لأنهم على حد قوبها «ندافع عن شيء نراه صائباً، ألا وهو حماية وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها»
وأضافت بساكي، إن وزير الخارجية جون كيري، نقل لنظيره سيرغي لافروف خلال مكالمة هاتفية أمس قلق الولايات المتحدة حيال تداعيات «الاستفتاء غير المشروع» الذي شهدته جمهورية القرم، والإعلان عن ضم الأخيرة إلى روسيا.
وأوضحت أن الموضوع الرئيس بالنسبة لواشنطن هو اتخاذ تدابير اقتصادية ودبلوماسية لازمة وضرورية، من أجل خفض حدة التوتر في المنطقة.
وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما أعلن في وقت سابق أمس، عن تطبيق مزيد من العقوبات على مسؤولين روس كبار وفتح الطريق أمام إمكانية فرض عقوبات على قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي، رداً على ضم موسكو لمنطقة القرم من أوكرانيا.
أيضاً استبعد أوباما، في مقابلة مع محطة تلفزيون محلية أول من أمس، تدخلاً عسكرياً أميركياً في أوكرانيا، مؤكداً استخدام الدبلوماسية في المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا بخصوص منطقة القرم، وقائلاً «لن نزجّ بأنفسنا في نزهة عسكرية في أوكرانيا». وأضاف «لسنا في حاجة إلى إثارة حرب فعلية مع روسيا».
كذلك، أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع قائمته للأشخاص الروس والأوكرانيين الموالين لروسيا، الذين فُرضت عليهم عقوبات تشمل حظر تأشيرات الدخول وتجميد أموال، تاركة الاحتمال مطروحاً لفرض عقوبات اقتصادية في حال تصعيد الوضع.
من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس، إن قادة أوروبا سيقررون إلغاء القمة التي كان من المقرر أن تُعقد مع روسيا في حزيران المقبل، وسيقررون فرض عقوبات ضد شخصيات روسية.
في هذا الوقت، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أثناء اجتماع مع ممثلي وزارته في المناطق الروسية، أن بلاده ستدافع عن حقوق مواطنيها الذين يعيشون في الخارج، قائلاً «سندافع عن حقوقهم بوسائل سياسية ودبلوماسية»، ومضيفاً «سنلحّ حتى تحترم البلدان التي يعيش فيها الروس حقوقهم وحرياتهم بالكامل».
وكان لافروف قد أبلغ نظيره الأميركي جون كيري أمس أن موسكو لن تتراجع عن قرارها بضم جمهورية القرم الأوكرانية إلى روسيا. وذكرت وزارة الخارجية الروسية أن «لافروف أكد أن قرار إعادة توحيد القرم مع روسيا، والذي يجسد الإرادة التي عبّرت عنها الأغلبية الساحقة من سكان القرم، غير قابل للمراجعة ويجب احترامه».
وفي السياق، صادق مجلس النواب الروسي أمس على معاهدة تقضي بضم شبه جزيرة القرم إلى الأراضي الروسية.
من جهة اخرى، أكد وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لنظيره الأميركي تشاك هاغل في مكالمة هاتفية أمس بأن موسكو لن تهاجم شرق أوكرانيا.
وصرح المتحدث باسم البنتاغون الاميرال جون كيربي للصحافيين أن هاغل اعرب لنظيره الروسي عن قلقه من تحركات روسيا، الا أن شويغو طمأنه إلى أن «القوات التي حشدها على طول الحدود، متواجدة هناك فقط للقيام بتدريبات، وليس لديها اي نية لعبور الحدود إلى أوكرانيا وأنها لن تقوم بأي عمل عدواني».
وكان رئيس الوزراء الأوكراني ارسيني ياتسنيوك وجه تحذيرا رسمياً إلى روسيا من أن بلاده سترد «عسكرياً» بحزم على اي محاولة روسية «لضم» مناطق الشرق الأوكراني الناطقة بالروسية.
من جهة أخرى، طالب ممثل روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين نظيرته الأميركية سامانثا باور بأن تتوقف الولايات المتحدة عن الإساءة إلى روسيا إذا رغبت في مواصلة التعاون معها في إطار مجلس الأمن الدولي. وقال إن موسكو «تعارض بشكل قاطع أي تصريحات هجومية تجاه روسيا. وإذا أملت الولايات المتحدة بمواصلة تعاوننا في مجلس الأمن الدولي في المسائل الأخرى، يجب على السيدة باور أن تفهم ذلك». يذكر أن باور هاجمت روسيا في خطاب ألقته في اجتماع المجلس، واتهمتها بضم القرم إليها بنحو غير شرعي وكذلك غزو أراضي دولة أوكرانيا ذات السيادة.
من جانب آخر، قال الأمين العام لحلف شمالي الأطلسي أندريه فوغ راسموسن، إن التحركات العسكرية الروسية في جمهورية القرم انتهاك واضح وصريح للالتزامات الدولية ويمثّل أخطر تهديد لأمن أوروبا منذ انتهاء الحرب الباردة، محذراً موسكو من أنها ستواجه عزلة دولية.
(الأخبار، أ ف ب، الأناضول، رويترز)



روسيا ترحّب بالمنضمين الجدد إلى جيشها


أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمراً بالاعتراف بكل الرتب العسكرية وشهادات العسكريين الأوكرانيين الذين عبّروا عن رغبتهم في الانتقال إلى الجيش الروسي. وجاء ذلك بمبادرة من وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغون الذي أشار إلى أن عدد هؤلاء العسكريين الأوكرانيين كبير. من جهته، قال نائب رئيس لجنة الدفاع الذاتي لمدينة سيفاستوبول، سيرغي توتويف، إن أكثر من 3500 عسكري أوكراني في هذه المدينة سجلوا أنفسهم في نقطة التسجيل المؤقت، لمواصلة الخدمة العسكرية في الجيش الروسي. وتم إنشاء نقطة التسجيل المؤقت للعسكريين الأوكرانيين في سيفاستوبول بأمر من عمدة المدينة أليكسي تشالي.
من جهته، أعلن نائب وزير الدفاع الروسي يوري بوريسوف أمس أن روسيا «ستحرص على الحصول على كافة حقوقها» في حال لم تسلمها فرنسا بارجتي ميسترال بسبب الأزمة الأوكرانية.
ونقلت الوكالات الروسية عن بوريسوف قوله إنه «في حال إلغاء العقد حول ميسترال، فإن الطرف الروسي سيحرص على الحصول على كافة حقوقه، بموجب الاتفاقات السابقة، وسيطالب بتعويضات عن كافة الخسائر التي من الممكن أن يتكبّدها».
(الأخبار، أ ف ب)