في خلال زيارة لافتة للرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إلى طهران، حرص الرئيس حسن روحاني على التقارب مع القارة القديمة عارضا مباشرة حوار حول القضايا الاستراتيجية، في وقت سعى فيه وزير خارجيته محمد جواد ظريف الى تخفيف منسوب الامل بامكان التوصل الى اتفاق نهائي مع استئناف المفاوضات مع مجموعة "50+ 1" في فيينا اليوم.
ورأى روحاني، لدى استقباله نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليوناني اوانجلوس ونيزلوس، أن تنمية العلاقات بين ايران والاتحاد الاوروبي تصب في مصلحة المنطقة بأسرها والعالم أجمع، مؤكدا عزم طهران على تنمية العلاقات الثنائية. وأشار الى تولي اليونان الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي، قائلا "لا ينبغي ان يصبح الملف النووي ذريعة لتعميق الشرخ بين ايران والاتحاد الاوروبي، وأعتقد انه ينبغي ترميم العلاقات التقليدية والتاريخية بين ايران والاتحاد الاوروبي". ولمح إلى أن ايران "مستعدة ايضا لإجراء حوار بشأن القضايا الاستراتيجية، بما فيها موضوع الطاقة والترانزيت والاستقرار والامن الاقليمي ومكافحة الارهاب والعنف والتطرف".من جهته، لفت الوزير اليوناني إلى أنه "باعتباري نائبا لرئيس الوزراء ووزيرا لخارجية اليونان، ورئيسا دوريا للاتحاد الاوروبي، فإنني في خدمتكم لإقرار الحوار السياسي بيننا، وسأبلغ الاتحاد الاوروبي نتائج زيارتي"، مشيرا إلى أنه "بإمكان ايران ان تؤدي دورا مؤثرا في تسوية العديد من المشكلات والقضايا الاقليمية والدولية، بما فيها موضوع سوريا ومصر وازمة اوكرانيا والقضية الافغانية".
من جهة أخرى، اعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف انه ينبغي عدم التعويل على التوصل إلى اتفاق بين ايران والدول الكبرى لدى استئناف المحادثات النووية اليوم في فيينا. وقال إن المفاوضات في جنيف "ستكون جدية اكثر من تلك التي سبقتها، لكننا لا نتوقع التوصل الى اتفاق، فهذا ليس جزءا من جدول الاعمال" الذي يشمل حجم برنامج تخصيب اليورانيوم والمطالبة بإغلاق منشأة فوردو للتخصيب ومفاعل أراك لانتاج المياه الثقيلة.
وفي السياق، اعلن 200 نائب من أصل 290 نائبا ايرانيا رسميا أمس معارضتهم "فرض قيود أو منع الابحاث، وخصوصا تطوير... مفاعل أراك وأنشطة التخصيب"، كما رفضوا أن تشمل المفاوضات "قضايا الأمن ومن بينها برنامج الصواريخ البالستية"، كما تريد القوى العظمى.
إلى ذلك، قال مساعد رئيس منظمة الطاقة الذرية محمد احمديان انه "وفق الدراسات المعدة فقد جرى تحديد 16 مكانا في البلاد لبناء محطات نووية جديدة، 10 منها تقع على سواحل الخليج الفارسي وبحر عمان حيث تتصدر الاولوية"، لافتا الى ان "كل واحدة من هذه المحطات تضم عدة مفاعلات نووية".
(ا ف ب، فارس، ايرنا، الأناضول)