اندلع خلاف علني نادر أمس بين وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي اي ايه) وأعضاء في مجلس الشيوخ الأميركي مكلفين الاشراف على عمل الوكالة بعد أن زعموا أن الوكالة تجسست على موظفي المجلس وهو ما نفاه مدير الوكالة بشدة.
واتهمت السيناتورة دايان فاينستين التي ترأس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ، أمس، السي اي ايه بتفتيش اجهزة كمبيوتر استخدمها موظفون في مجلس الشيوخ للتحقيق في اساليب الاستجواب التي تتبعها الوكالة.
وصرحت فاينستاين في كلمة أثارت ضجة كبرى استغرقت اكثر من نصف ساعة في المجلس «انا قلقة جداً من أن يكون تفتيش السي اي ايه قد انتهك مبدأ فصل السلطات المترسخ في الدستور الاميركي، بما في ذلك حرية التعبير والنقاش».
وقالت إن «السي اي ايه ربما انتهكت القانون الفدرالي والامر التنفيذي الذي يحظر عليها القيام بالتجسس الداخلي»، وهو ما سارع مدير الوكالة جون برينان إلى نفيه بشدة.
وشدد برينان خلال لقاء نظمه مجلس العلاقات العامة «هذا امر ابعد ما يكون عن الحقيقة». وصرح لشبكة «ان بي سي الاخبارية»، «يجري التعامل مع هذا الامر بالطريقة الملائمة، وتقوم السلطات المناسبة بالنظر فيه، وستظهر الحقائق».

واتهمت فاينستاين الوكالة بالدخول بطريقة غير شرعية إلى جهاز كومبيوتر كان يستخدمه محققون في لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ لاعداد تقرير مهم عن برنامج التحقيق المثير للجدل الذي كانت تتبعه الوكالة. وقالت السناتورة الديموقراطية «لقد طلبت اعتذاراً واعترافاً بأن قيام السي اي ايه بتفتيش اجهزة الكمبيوتر. غير لائق. ولم اتلق شيئاً».
ولفتت فاينستاين إنها علمت بعملية التفتيش في 15 كانون الثاني في «اجتماع طارئ» طلبه برينان. وأضافت «في 15 كانون الثاني2014 طلب مدير السي اي ايه (جون) برينان اجتماعاً طارئاً لاطلاعي على اقدام موظفين في السي اي ايه، من دون اخطار مسبق ولا موافقة، على عملية تفتيش، بحسب كلمات برينان، لكمبيوترات اللجنة في المبنى الخارجي»، موضحةً أن التفتيش شمل اجهزة كمبيوتر تحوي الاعمال الداخلية للجنة واتصالاتها الداخلية.
وتعتبر كلمة فاينستاين الاستثنائية خروجاً عن علاقاتها التي تتسم عادة بالود مع اجهزة الاستخبارات، التي دأبت على الدفاع عنها في وجه اي اتهامات بالتنصت على السلطات. واعرب العديد من اعضاء الكونغرس عن قلقهم بشأن ما جاء في مزاعم فاينستاين، وقال السناتور الجمهوري راند بول أن اوباما «يجب أن يتحرك بشكل اكبر لوقف مثل هذه الانتهاكات».
وفي البيت الابيض واجه المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما، جاي كارني سيلاً من الاسئلة حول المزاعم، الا أنه تجنب الاجابة عنها.
وقال كارني إن هذه المزاعم خضعت للتحقيق من قبل مفتش عام مستقل في السي اي ايه، واحيلت إلى وزارة العدل. وأضاف «لا استطيع التعليق على هذه المزاعم التي تخضع حاليا للمراجعة»لافتاً إلى أن «البيت الابيض يأخذ مخاوف فاينستاين على محمل الجد»، ولكنه قال إن «اوباما يثق تماماً بمدير الوكالة برينان».وتأتي تصريحات فاينستاين بعد أن قال مسؤولون في الادارة الأميركية لم يكشفوا هوياتهم لوسائل الاعلام أن موظفي مجلس الشيوخ اخذوا وثائق حساسة بدون اذن، ما ادى إلى اطلاق تحقيق. الا ان فاينستاين رفضت تلك المزاعم.
(أ ف ب)