أكد وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف أن بلاده مصممة على التوصل إلى اتفاق نهائي حول الموضوع النووي مع مجموعة (5+1) في غضون الأشهر الخمسة المقبلة، فيما حذرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون من أن المفاوضات النووية بين طهران والقوى العظمى «صعبة» و«لا ضمان للنجاح» في التوصل إلى اتفاق نهائي بشأنها.
ولفت ظريف، في مؤتمر صحافي مع آشتون، إلى أن إيران «مصممة على التوصل إلى اتفاق» نهائي في غضون الأشهر الأربعة أو الخمسة المقبلة، مضيفاً «إن الاتفاق يعتمد على الطرف الآخر في تنفيذ التزاماته، ولكن عليهم القبول بأن إيران تقبل الاتفاق الذي يحترم حقوق الشعب الإيراني وأن لا يكون هنالك أي تخبط» و«ذلك لأن إيران لا تسعى وراء امتلاك السلاح النووي».
وأوضح الوزير الإيراني «أبدينا إرادتنا الطيبة وأنجزنا ما كان علينا القيام به في إطار الاتفاق المرحلي»، مضيفاًَ إن طهران «لن تقبل بحل إلا في حال الاعتراف بحقوقها ومصالحها» في المجال النووي.
من جهة ثانية، رحب ظریف خلال لقائه آشتون بالارتقاء بمستوی التعاون بین إیران ودول الاتحاد الأوروبي في المجالات المختلفة. من جهتها، أكدت آشتون «أننا نخوض مفاوضات صعبة مع تحديات، ولا ضمان للنجاح، لكن علينا أن نحدد لأنفسنا هدف التوصل» إلى اتفاق، معتبرةً «أن الاتفاق المرحلي هام جداً جداً، لكنه ليس بأهمية الاتفاق النهائي» الذي يشكل موضع محادثات حالياً.
وأشارت آشتون إلى أنها المرة الأولى التي تلتقي فيها بصورة ثنائية مع نظيرها الإيراني، مؤكدةً أن هذا اللقاء يشكل فرصة للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، ووصفت مباحثاتها مع ظريف بأنها كانت مفيدة وبحثت القضايا ذات الاهتمام المشترك والهواجس في المنطقة، والعلاقات الثنائية بين إيران والاتحاد الأوروبي. واختتمت آشتون زيارتها لطهران التي استمرت يومين بلقاء الرئيس حسن روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني وأمین المجلس الأعلی للأمن القومي السابق سعید جلیلي، والحالي علي شمخاني. وشملت محادثات آشتون مع المسؤولين الإيرانيين، إضافة إلى الاتفاق النووي، عودة العلاقات بين طهران والاتحاد.
ودعا الرئيس الإيراني أثناء محادثاته مع آشتون إلى توثيق العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وخاصة في «قطاعي الطاقة والتجارة»، مشيراً إلى استعداد بلاده لإحياء العلاقات الاقتصادية والتفاوض حول الشؤون ذات الرغبة المشتركة. وقال إن «حكومة التدبير والأمل عازمة على التعاطي البنّاء مع جميع بلدان العالم وفق المصالح والاحترام المتبادل، وترغب في إقامة علاقات جديدة مع الاتحاد الأوروبي». وفي سياق متصل، كشف رئیس لجنة السیاسة الخارجیة في البرلمان الألماني نوربرت رونغن، خلال لقائه نائب رئیس لجنة الأمن القومي والسیاسة الخارجیة في مجلس الشوری الإيراني، حقیقت بور، أمس، أن برلمان بلاده یتحرك علی طریق خفض العقوبات ضد إیران.
في المقابل، هاجم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، كاثرين آشتون، سائلاً إياها عما إذا كانت «سألت مضيفيها عن إرسالية السلاح إلى المنظمات الإرهابية»، في إشارة إلى سفينة «KLOS C» التي ضبطتها تل أبيب محملةً بالسلاح لقطاع غزّة، واتهمت طهران بأنه تقف وراءها، مشدداً في مستهل الاجتماع الأسبوعي للحكومة الإسرائيلية على أنه «لا يجوز لأحد تجاهل النشاطات القاتلة للنظام الإيراني». كما أعرب نتنياهو عن أمله بأن تعيد القوى الغربية التفكير الآن في تقاربها مع طهران.
بدوره، وجّه وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس، انتقاداً شديداً لآشتون، وقال إنه كان يتوقع منها أن تلغي هذه الزيارة أو تؤجلها.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، مهر، فارس)