غداة تصريحات مشابهة صدرت عن الرئيس حسن روحاني، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن المفاوضات النووية ستفضي إلى حل القضية النووية الإيرانية إذا ما توافر حسن النية والإرادة الجدية، مشدداً على أن طهران لن تتخلى عن مفاعل «أراك». وقال ظريف، خلال لقاء مجموعة الصداقة والتعاون البرلماني بين إيران واليابان في طوكيو أمس: «لقد دخلنا المفاوضات بهذه الرؤية، وبما أننا لم نسع أبداً إلى حيازة السلاح النووي ولا توجد استخدامات غير سلمية في برنامجنا النووي، فإننا نعتقد أن الوصول إلى الحل النهائي ليس أمراً صعباً».

وتابع ظريف: «هنالك مجموعة في أميركا تتصور أن إجراءات الحظر ستكون مؤثرة، ولهذا السبب يتابعون ممارسة المزيد من الضغط، ولكن عليهم أخذ العبرة من عدم جدوى مثل هذه الإجراءات سابقاً».
وأكد ظريف، في حديث للصحافيين في ختام زيارته قائلاً: «نعتقد أن الحل قريب، وأنا متأكد أنه إذا جاء الأطراف الآخرون بالعقلية نفسها، فسنتوصل إلى نتيجة مرضية خلال فترة قصيرة». وأضاف: «لقد بنينا جميع حساباتنا على نجاح هذه المفاوضات. أعتقد أن نجاح المفاوضات هو الخيار الأفضل للجميع»، مشدداً على أن «إزالة المخاوف، أمر مهم من وجهة نظرنا، لأن الشعب الإيراني متخوف جداً ولا ثقة لديه بمواقف الغرب في الموضوع النووي». وأكد ظريف أيضاً أن طهران لن تغلق مفاعل أراك لأنه «مهم للأبحاث العلمية السلمية».
وانطلقت مفاوضات الخبراء بين وفدي إيران ومجموعة «5+1» في المقر الأوروبي لمنظمة الأمم المتحدة في العاصمة النمساوية فيينا، أمس للتحضير للجولة التالية من المحادثات التي ستجرى على المستوى السياسي يوم 17 آذار المقبل في العاصمة النمسوية.
وقال دبلوماسيون إن روسيا شاركت في المناقشات، وهو ما يشير إلى عدم وجود تأثير فوري على محادثات إيران بسبب أزمة أوكرانيا.
وأوضح مندوب الولايات المتحدة في المنظمة، جوزيف ماكمانوس، عندما سئل إن كانت التوترات بشأن أوكرانيا يمكن أن تعطل محادثات إيران، أن «الالتزام السائد هو العمل معاً لحل مسألة البرنامج النووي الإيراني، وتوجد قضايا كثيرة أخرى في العالم ستظل تسبب لنا خلافات وتدفعنا إلى إجراء مناقشات، وفي بعض الأحيان نجد أنفسنا في وضع يعارض فيه بعضنا بعضاً».
بدوره، أكد مسؤول إيراني رفيع المستوى «أن إيران ستظل بعيدة عن هذا النزاع (بخصوص أوكرانيا). تبني إيران لموقف محايد سيكون كافياً للحيلولة دون إلحاق ضرر بالمحادثات القادمة». بدوره، قال ممثل واشنطن في اجتماعات الوكالة، جوزيف ماكمانوس، إن على إيران التزام تنفيذ بنود الاتفاقية التي وقعتها في جنيف مع دول «5 +1». وأضاف ماكمانوس أن الإجراءات التي اتخذتها إيران في إطار تعاونها مع الوكالة لا تزال غير كافية، مشيراً إلى أن على نظام طهران السماح للوكالة بتفتيش منشأة «بارشين» النووية، وتوقيع نص البروتوكول الإضافي المرتبط بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، الذي يسمح بإجراء عمليات تفتيش مفاجئة على المنشآت النووية.
من جهته، حثّ الاتحاد الأوروبي إيران «على التعاون الكامل مع الوكالة في ما يتعلق بقضايا الأبعاد العسكرية المحتملة والسماح للوكالة بمقابلة جميع الأفراد والاطلاع على الوثائق ودخول المواقع المطلوبة».
وقالت السفيرة الإسرائيلية ميراف زافاري اوديز: «هذا يثبت أن إيران لديها مبرر لمواصلة إخفاء أنشطتها السرية المتعلقة بتطوير سلاح نووي».
بدوره، جدد المدير العام للوكالة يوكيا أمانو، التشديد على أن القلق لا يزال مستمراً من ملف البرنامج النووي الإيراني، ما لم توقع الحكومة الإيرانية البروتوكول الملحق بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، واستمرار منعها للوكالة بتفتيش منشأة «بارتشين» النووية.
إلى ذلك، أكد مندوب إيران لدى الوكالة، رضا نجفي، أن من وجهة نظر طهران فإن «هذه المزاعم لا أساس لها ولم نتسلم أي وثيقة مدعومة بالأدلة في هذا الشأن»، موضحاً أنه «رغم ذلك نواصل العمل مع الوكالة محاولين إزالة مواطن الغموض».
وشدد نجفي على أن برنامج إيران النووي هو برنامج لأغراض سلمية، وأن مفتشي الوكالة يجرون التفتيشات اللازمة في إيران منذ 3 أشهر، وأن الحكومة الإيرانية تتابع تطورات ملف برنامجها النووي بترحيب بالغ.
(فارس، أ ف ب، الأناضول، رويترز)