تقدم كبير حققته إيران في تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أكسبها الدفعة الأولى من الأموال الإيرانية التي تقرر الافراج عنها، وإن كانت المخاوف من بعد عسكري للبرنامج النووي لم تبدَّد بعد، في وقت وجهت فيه كل من طهران والرياض رسالة إيجابية الى الطرف الآخر تحت عنوان أن توثيق اواصر العلاقات والتعاون الثنائي يمكنه ان يكون مفيدا لامن واستقرار المنطقة كلها.
وقال الرئيس حسن روحاني، خلال تسلمه اوراق اعتماد سفير السعودية الجديد في طهران عبد الرحمن بن غرمان الشهري، ان عزم حكومته مبني على حفظ وتوسيع العلاقات الودية والاخوية مع الدول الاسلامية، وخاصة الدول الجارة، وفي هذا الخصوص فان للسعودية مكانة خاصة لدى ايران.
واشار الرئيس الايراني الى مكانة البلدين في المنطقة والعالم الاسلامي، موضحاً أن «إيران ترمي في المرحلة المقبلة إلى تطوير العلاقات مع البلد الصديق والشقيق السعودية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، والتعاون وتبادل وجهات النظر في جميع القضايا الاقليمية والدولية».
في المقابل، رأى الشهري ان «بالامكان في ظل الادارة الحكيمة للرئيس روحاني في الحكومة الايرانية الجديدة، ان نشهد مرحلة منقطعة النظير في العلاقات بين طهران والرياض»، مشيرا إلى أن «توجهات الحكومة الايرانية الجديدة رسمت افقا جديدا في العلاقات بين البلدين، وان المسؤولين السعوديين ينظرون بايجابية الى هذه التوجهات الجديدة».
في هذا الوقت، أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، بعد الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس حكام الوكالة في فيينا أمس، خضوع المنشآت النووية الإيرانية للتفتيش في شهري كانون الثاني وشباط الماضيين، مشيرا إلى أن إيران حققت تقدما في هذا المجال، ما يسمح لها بالحصول على دفعة قيمتها 450 مليون دولار مقررة في أول آذار من الأموال الخارجية المجمدة وقدرها 4.2 مليارات دولار. وذكر أمانو أنهم لم يتمكنوا من تفتيش مفاعل «بارشين» النووي، وهو «ما أبقى المخاوف من البعد العسكري للبرنامج النووي الإيراني»، طالباً من الحكومة الإيرانية التعاون التام من أجل إزالة تلك المخاوف.
وأكد أمانو «حتى اليوم الإجراءات التي اتفق عليها بموجب خطة العمل المشتركة تنفذ كما هو مخطط لها»، مشيرا إلى أنها تشمل «تخفيف تركيز نسبة من المخزون» من غاز اليورانيوم المخصب حتى 20 في المئة إلى مستوى تخصيب أقل.
ومن المقرر أن تجري المحادثات على مستوى الخبراء في فيينا بين الخامس والسابع من الشهر الجاري. وستدخل مفاوضات ايران والقوى الغربية حول النووي الايراني، مرحلة جديدة من يوم غد الاربعاء‌ في فيينا، التي ستشهد اول جولة للمحادثات الفنية تمهد الطريق للاتفاق النهائي بين طهران والسداسية الدولية، على أن تُعد الجولة التالية من المفاوضات السياسية من 17 الى 19 الشهر الجاري.
ونفى مندوب ايران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رضا نجفي، تصريحات نسبت اليه حول تمديد المفاوضات بين ايران و5+1.
من جهته، اكد اوباما مواصلة اجراءات الحظر ضد ايران، وقال إن خمسة وتسعين بالمئة منها ما زالت قائمة، وإن العمل بها سيتواصل تزامنا مع المفاوضات.
وفي ما يتعلق بكلامه عن ان جميع الخيارات مطروحة على الطاولة بشأن ايران، ومنها العسكرية، قال اوباما ان «الايرانيين يرون القوات الاميركية التي تعد 35 الف عسكري في المنطقة، لذلك يجب أن ياخذوا الكلام الاميركي بمنتهى الجدية».
(الأخبار، ا ف ب، الأناضول)