في حين تم الاتفاق على عقد اللقاء المقبل بين إيران ومجموعة «5+1» حول الملف النووي في 17 آذار المقبل في فيينا، قالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، في تصريح صحافي مشترك مع نظيرها الإيراني محمد جواد ظريف، «شهدنا ثلاثة أيام بنّاءة جداً حددنا خلالها كل المسائل التي سيترتب علينا إيجاد حل لها من أجل إبرام اتفاق نهائي وشامل».
وأضافت آشتون أن إيران ومجموعة دول «5+1» حققت «بداية جيدة» في محادثات فيينا، مشيرة الى أن «هناك الكثير من العمل. لن يكون الأمر سهلاً، لكننا بدأنا بداية جيدة».
أما ظريف فقال إن «هناك تفاهماً حول بعض المواضیع واختلافاً في وجهات النظر حول البعض الآخر»، مؤكداً أن المفاوضات «اتسمت بالجدیة وكانت إیجابیة أكثر مما كان متوقعاً لها»، ولافتاً الى أنها انحصرت في الموضوع النووي فقط.
لكن ظريف أضاف: «نرفض أن یضع الآخرون وصفة وحلولاً لنا»، معرباً عن أمله بتحقیق المفاوضات نتائج نهائیة في أقرب فرصة أي في شهر تموز.
وأشار الى وضع برنامج لعدة جولات من المفاوضات مستقبلاً، والى أنه تم الاتفاق حالیاً علی عقد اجتماعات الخبراء السیاسیین أواخر شهر أیار وحزیران المقبلين، علی هامش اجتماع مجلس حكام الوكالة الدولیة للطاقة الذریة في فیینا.
ولفت الى أنه تم الاتفاق أیضاً علی عقد اجتماع آخر علی مستوی الخبراء السیاسیین من 17 الی 19 آذار في فیینا.
وكان كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي أكد أنه تم خلال المشاورات بين ظريف وآشتون التوصل الى اتفاق حول إطار وبرنامج عمل المفاوضات المقبلة بين إيران ومجموعة «5+1». وفي الإطار نفسه ستزور آشتون طهران في التاسع والعاشر من آذار المقبل.
في هذا الوقت، حذّر مسؤول أميركي رفيع المستوى من أن المحادثات ستكون «صعبة ومعقدة وطويلة»، لكنّ الجانبين ملتزمان بالتوصل الى اتفاق قريباً.
وقال المسؤول «سنأخذ الوقت المطلوب للقيام بها بطريقة صحيحة»، مضيفاً «سنواصل العمل بشكل دؤوب ومُركّز لنرى إن كان بالإمكان إنجاز هذه المهمة».
وتابع: «بدأنا نرى بعض جوانب الاتفاق والمجالات التي يتعين العمل فيها لحل قضايا بالغة الصعوبة».
وحول مناقشة البرنامج الصاروخي الايراني، قال المسؤول الأميركي إن «كل القضايا التي تهم المجتمع الدولي في ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني مطروحة على الطاولة»، مضيفاً أنه «يجب معالجة كل مخاوفنا من أجل التوصل إلى اتفاق شامل... لن يتم التوصل إلى اتفاق ما لم نتفق على كل شيء».
وأشار المسؤول نفسه الى أن وفداً أميركياً سيزور إسرائيل والسعودية قريباً لبحث المفاوضات مع إيران. وعبّرت كل من الدولتين عن قلقهما بشأن مؤشرات على إمكانية التقارب بين إيران والغرب.
وفي السياق، أفادت وزارة الخارجية الأميركية بأن رئيسة وفد الولايات المتحدة في المحادثات النووية مع إيران ويندي شيرمان ستزور إسرائيل والسعودية والإمارات هذا الأسبوع لبحث مسار المفاوضات حتى الآن.
وقالت نائبة المتحدثة باسم الخارجية، ماري هارف، إن «وكيلة الوزارة للشؤون السياسية ويندي شيرمان ستسافر الى القدس والرياض وأبوظبي ودبي من 21 الى 25 شباط للتشاور مع حكوماتها وممثلين لمجلس التعاون الخليجي بعد مفاوضات مجموعة 5+1 مع إيران في فيينا». وأضافت «ستبحث وكيلة الوزارة القضايا الثنائية أيضاً خلال رحلتها».
وكتب ظريف في صفحته على موقع فايسبوك أنه اتفق مع آشتون على «عقد عدة اجتماعات على مستوانا شهرياً» حتى 22 أيار.
من جهة ثانية، استأنفت إيران وبريطانيا رسمياً، أمس، علاقاتهما الدبلوماسية المباشرة بعد سنتين ونيف من القطيعة، حسبما أعلن دبلوماسي إيراني رفيع المستوى. وقال مساعد وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، لوكالة الأنباء الطالبية (ايسنا)، إنه «اعتباراً من اليوم (أمس)، العلاقات بين بريطانيا وإيران عادت الى مستوى قائمين بالأعمال غير مقيمين».
وأضاف أن علم كل من البلدين رفع على ممثليتيهما الدبلوماسيتين في لندن وطهران. من ناحيتها، كتبت وزارة الخارجية البريطانية على حسابها على تويتر «اليوم (أمس)، أنهت المملكة المتحدة الاتفاقات الرسمية للقوة الحامية في إيران. سنواصل علاقاتنا بشكل مباشر عن طريق قائمين بالأعمال غير مقيمين».
ورداً على سؤال لوكالة «فرانس برس»، قالت متحدثة باسم الخارجية البريطانية إنها لا تملك معلومات بشأن السفارة الإيرانية في لندن.
وكانت السفارة الايرانية في لندن أُقفِلت رداً على الهجوم على الممثلية البريطانية في طهران في تشرين الثاني 2011 من جانب متظاهرين كانوا يحتجّون على إعلان بريطانيا فرض عقوبات جديدة على إيران، على خلفية برنامجها النووي.
إلا أن البلدين لم يقطعا رسمياً علاقاتهما، إذ تولت سلطنة عمان رعاية المصالح الإيرانية في بريطانيا، فيما رعت السويد المصالح البريطانية في إيران.
(أ ف ب، رويترز، إرنا)